العملية تثير مخاوف الدول المجاورة من تحركات مماثلة على أراضيها اعتبرت الولاياتالمتحدة أنها حققت إنجازا استخباريا وعسكريا كبيرا، مكنها من القبض على أبوأنس الليبي المتهم بضلوعه في التفجير الذي نفذه تنظيم "القاعدة" عام 1998على السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية، نيروبي، تزامناً مع هجوم آخر استهدف نظيرتها في تنزانيا، حيث سقط 224 قتيلاً، ومعهم أكثر من 4500 جريح، لكنها فتحت على نفسها أبواب أزمة دبلوماسية مع طرابلس التي لم تستسغ الهجوم الأمريكي دون الأخذ برأيها ولا استشارتها في تنفيذه. ونقلت وكالات الأنباء أن شقيق "الليبي"، واسمه نبيل، كشف أن 3 سيارات اعترضت شقيقه قرب البيت حين عاد بسيارته بعد أن صلى الفجر في أحد المساجد بطرابلس، ونزل منها ملثمون شاهدتهم زوجة "أبوأنس" من نافذة البيت، وكذلك عاينهم أولاده وهم يجردونه من مسدسه ويسيطرون عليه ويقودونه إلى جهة مجهولة، في عملية أعلن البنتاغون أن "وحدة عسكرية أميركية" نفذتها. وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جورج ليتل، في بيان إنه "إثر عملية أمريكية لمكافحة الإرهاب فإن أبوأنس الليبي هوالآن محتجز بشكل قانوني لدى الجيش الأمريكي في مكان آمن خارج ليبيا". يذكر أن المعلومات التي اتهمت من خلاها واشنطن أبوأنس الليبي بالضلوع في تفجيرات نيروبي، جاءت بناء على شهادة المغربي الحسين خرشتو، المعروف باسم "أبوطلال المغربي" والذي كان أواخر 1994 في كينيا يدرس الطيران وقيادة طائرة بن لادن الخاصة، ثم انشق عن التنظيم وأخبر الأمريكيين بكل ما يعرفونه عن "أبوأنس" الذي طرأ في 2002 جديد بشأنه. وتضاربت الأنباء حول علم السلطات الليبية بالهجوم الذي نفذته القوة الخاصة في الجيش الأمريكي، حيث صرح مسؤول أمريكي لقناة "سي أن أن" أن طرابلس على اطلاع بالهجوم، الذي حصل بعد استشارتها". لكن الحكومة الليبية أعلنت من جانبها أنها لم تطلع على العملية، وعبرت عن استيائها العميق من هذه الخطوة الأمريكية، مطالبة بتقديم توضيحات حول اعتقال "الليبي" من دون اطلاعها مع التأكيد على عدم تأثر الشراكة الإستراتيجية بين طرابلسوواشنطن من هذه الأزمة. في حين نقلت مصادر إعلامية أن لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني اجتمعت سراً أمس الأحد لتدارس قضية "خطف المواطن الليبي"، في انتظار رد مباشر من رئيس الحكومة علي زيدان المتواجد حاليا في المغرب. واعتبر مراقبون أن هذه العملية التي قامت بها القوة الأمريكية الخاصة في ليبيا تثير مخاوف الكثير من الدول التي يتواجد على أرضيها عناصر إرهابية ومطلوبين للولايات المتحدةالأمريكية، ومنها الجزائر من تكرار مثل هذه العمليات المفاجئة من دون استشارة الدولة المعنية أو التنسيق معها، الأمر الذي يعد انتهاكا لسيادتها وتهديدا لأمنها القومي، وتعتبر العملية الأمريكية سابقة في المغرب العربي الذي دخل رسميا بهذه العملية في مسرح العمليات في الحرب على ما يسمى الإرهاب، حيث كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتمد في السابق على دول المنطقة لمكافحة الإرهاب، لكن ييدو أن تدهور الأوضاع في ليبيا خاصة بعد مقتل السفير الأمريكي في بنغازي دفعها لاستغلال الأمر والقيام بنفسها بالعمليات العسكرية المعقدة لمطاردة زعماء تنظيم القاعدة. ويزيد تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي فيه إشارة ضمنية إلى أن مثل هذه العمليات سوف تكون هي الوسيلة التي تحارب بها واشنطن ما تصفهم بالجماعات والأفراد الذين تتهمهم بالضلوع أو التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالحها أو مصالح الدول التي تتحالف معها، حيث قال كيري "أن الولاياتالمتحدة لن تدخر جهدا في محاربة من تورطوا في هجمات إرهابية ضد الولاياتالمتحدة، فهم يستطيعون الفرار منا، لكنهم لن يتمكنوا من الاختباء إلى الأبد".