لن يعود شكسبير هذه المرة على مسرح باتنة من خلال نص له على الركح، بل سيعود شخصيا من خلال بوابة للزمن تأتي به من القرن السابع عشر إلى سنة 2013.. شكسبير المسكون بالمسرح وهواجس الركح، سيكتشف مسرحا آخر لا يعرفه ولم يكن يتمناه ولم يتخيله حتى في أقصى تشاؤمه بمآل الفن الرابع، سيشاهد انحطاط فن لطالما كافح لخلوده وضحى في سبيل تطويره، ولا يقتنع بتبريرات يقدمها له شخصان تبدو عليهما ملامح الانصياع والرضا بالقهر يحاولان عبثا إقناع شكسبير بالحداثة بتقمصهما لشخصيات مشاهد رومانسية وتراجيدية تعكس بشكل جلي مستوى العفن والرداءة، وذلك باستخدامهما لأساليب سوقية جافة وتفسيرهما لذلك هو الاستعانة بالفوضى المنظمة والاقتباس المقنن، الأمر الذي يدفع شكسبير إلى الانتحار لكنه لا يموت لأنه ميت بالأساس في القرن 17 ميلادي، فيختار تنصيب محكمة فنية يمتثل فيها جميع المعنيين تحت عدالة القضاء من ممثل ومخرج وكاتب نص وجمهور ولجان القراءة والتحكيم واللجنة الفنية. وسيصدر شكسبير حكمه في القضية يوم العرض الشرفي لمسرحية "عودة شكسبير" مطلع الشهر القادم بمسرح باتنة الجهوي، علما أن إنتاج المسرحية يعود لتعاونية الربيع للفنون والثقافة بنص كتبته الفنانة مريم بوعلاق، و"سينوغرافيا" للفنان المتألق شيمة رفيق الذي تقاسم أدوار المسرحية كممثل أيضا رفقة كل من الممثلين المعروفين عصام خنوش وحسين موستيري ولزهر تيري. من ناحية أخرى، كشفت الممثلة والكاتبة مريم بوعلاق أن "عودة شكسبير هو عمل رفعت به التحدي من خلال كتابتي للنص والإشراف على تحديد تفاصيل إخراجه، أردت من خلاله الضغط على الجرح الذي نخر جسد المسرح بالجزائر، فالكل مسؤول عن الرداءة التي توغلت لتجتاح كافة عناصر الفن الرابع". وقالت المتحدثة "حاولنا بإمكانيات بسيطة صنع جو من الإبداع أرجو أن يلقى إعجاب المتلقين.. قمت بتوزيع الأدوار على أربع شخصيات رئيسية هم شكسبير ورفيقه.. كما يوجد شخصان سوقيان يمثلان فئة الطفيليين الذين غزو الميدان واعتلوا القمة".