- الوطن العربي يعرف أزمة مقروئية وأنا أكثر من استفاد من " البوكر" التقيناه على هامش ندوة فكرية نظمت ب" فضاء الأدب" في معرض الجزائر الدولي للكتاب وبالكاد تمكنا من الوصول إليه وهو ملتف بقرائه يوقع لهم آخر إصداراته " ساق البامبو" الحاصلة على جائزة " البوكر للرواية العربية" 2013 والصادرة عن الدار العربية للعلوم، ناشرون. وحدثنا عن هذا العمل الذي أسال الكثير من الحبر وانتقد قبل وبعد فوزه ب"جائزة الدولة" في الكويت وبجائزة "البوكر". كما تحدث عن أزمة مقروئية بالوطن العربي، وقطيعة بين المشرق والمغرب، متسائلا عن المتسبب فيها. - تشارك في الطبعة الثامنة عشر لمعرض الجزائر الدولي للكتاب.. حدثنا عن هذه المشاركة؟ حزين لأني فوت على نفسي فرصة زيارة الجزائر من قبل ولقائي بصفوة أدبائها.. أشعر بتأنيب الضمير.. هي زيارتي الأولى التي تأتي في إطار معرض الكتاب، ولكنها لن تكون الأخيرة لأني سأكون مستقبلا حريصا على المشاركة في هذه التظاهرة الأدبية الهامة. - توجت هذا العام آخر رواياتك "ساق البامبو" بجائزة "البوكر للرواية العربية".. كيف تنظر إلى الأمر؟ هي إضافة كبيرة لي بالنظر إلى مسيرتي الأدبية المقتضبة ومقارنة بالأسماء الأدبية الكبيرة التي ترشحت للجائزة، وأعتقد أنني استفدت من هذا التتويج أكثر من الأدباء الذين سبقوني إليه. وعندما أمنح جائزة بهذا الوزن نظير رواية كتبتها في بداية مسيرتي؛ فهذا في حد ذاته إضافة واستحقاق أفادني كثيرا ومنحني تأشيرة الوصول إلى مناطق أبعد من حدود بلدي، كما منحني حافزا أكثر للإبداع. - لماذا اخترت "ساق البامبو" عنوانا لروايتك؟ دعيني أشرح لك معنى كلمة "بامبو" وستفهمين بعدها لماذا اخترت هذا العنوان لروايتي المكتوبة على لسان البطل.. فالبامبو هي نبتة لها خاصية تتميز بكونها تنبت في أي أرض أخرى بعد اقتلاعها من الساق وبلا جذور وتغرسينه مرة أخرى في الأرض فتنبت مجددا. وهذا الوصف ينطبق على موضوع روايتي وبطلها اسمه "هوزيه" في الفلبين و"عيسى" في الكويت، وهو شاب هجين مزدوج الهوية من أب كويتي وأم فلبينية عاش معها في بلدها 18 عاما ومنحته اسم "هوزيه" وعادات ومعتقدات ولغة لا تمت بصلة لوالده الكويتي. وقرر بطل روايتي الالتحاق بأبيه في الكويت، أين اصطدم بعادات وتقاليد وأعراف ولغة ودين مختلفين ولكنه قوبل بعنصرية ولدت لديه شعورا بالغربة في اللغة وفي الثقافة والدين. - لماذا اخترت الغربة لتكتب عنها.. هل جربت هذا الشعور؟ لا.. لم يحدث أن تغربت عن بلدي لكن هذا لا يمنع التحدث عن تجارب أشخاص آخرين حتى إن كانت تجربتي مع الغربة تفتقد إلى المعايشة، ولكني أملك تصورا عن الجهات المقابلة التي أنظر لها من زاوية مختلفة. - تقول إن موضوع الرواية ليس جديدا فقد سبقك إليه كتاب آخرون، والتجديد في أي عمل روائي من أهم معايير منح جائزة "البوكر"، فما تعليقك؟ لك أن تسألي لجنة تحكيم الجائزة لماذا اختارت روايتي.. ولك أن تعرفي أنني جددت في قضية ازدواج الهوية وليس في قضية مجهوليها أو" البدون" كما نسميهم في الخليج، فالأولى جديدة أما الثانية فهي التي سبقني إليها آخرون وليست موضوع "ساق البامبو" واللجنة منحتني الجائزة بناء على جرأة الموضوع. - لمن تقرأ من الروائيين الجزائريين؟ أقرا للأستاذ واسيني الأعرج وأحلام مستغانمي، لكن في واقع الأمر هناك شبه قطيعة بين المغرب والمشرق العربي لا أعرف من يساهم فيها ويؤلمني خلال زياراتي لدول أخرى أن أتعرف على كتاب لا يقرأ لهم وكأن الحدود تنتهي عند مصر. كما أن هناك أزمة مقروئية في مجتمعاتنا العربية ولا أقصد قراء كتب الطبخ والتنجيم؛ فهؤلاء لا يعول عليهم في المشهد الأدبي. - هل تكتب رواية جديدة بعد "ساق البامبو"؟ نعم بدأت في كتابة السطور الأولى لرواية اجتماعية جديدة تتطلب نفسا طويلا.. وإن كنت تحدثت في "ساق البامبو" عن علاقتنا بالآخر؛ فروايتي القادمة ستكون عن علاقتنا مع أنفسنا من الداخل.