دار نشر تونسية تتمكن من ترويج "الطرائد" في معرض الكتاب رغم المنع - زوجات رؤساء دول إفريقية وطليقة ساركوزي.. من بين ضحايا العقيد سجلت الطبعة الثامنة عشرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب العديد من "التجاوزات" وانتشار عناوين تصنف في خانة "المحظور"، وذلك رغم تأكيد المنظمين على أنهم اتخذوا إجراءات صارمة لمنع تسرب كل ما "يخدش الحياء". وكان اللافت في معرض هذا العام، حسب ما توقفت عنده "البلاد"، هو تهافت غريب من قبل الزوار على كتاب "الطرائد.. الجرائم الجنسية لمعمر القذافي" الذي توفر في جناح "الدار المتوسطية" التونسية، وهو نسخة مترجمة إلى العربية عن كتاب أنجزته الصحفية الفرنسية "آنيك كوجان" من جريدة "لوموند"، وصدر الكتاب لأول مرة بنسخته الفرنسية عن منشورات "غراسييه"، ويمتد على مدار 336 صفحة، وبلغ ثمنه في الجناح التونسي 500 دينار جزائري رغم ذلك. ويظهر من خلال تصفح الكتاب الذي أقبل عليه مراهقون وراشدون من الجنسين، حسب توضيحات مسؤول "الدار المتوسطية"، حجم ما كان يرتكبه العقيد الليبي الراحل، فتصاب، بالحيرة والكراهية للممارسات الوحشية التي يصعب إدراجها في خانة معينة، لأنه وباسم "أولاد وبنات القذافي" أو "القائد"، كان القذافي يسجن الأطفال والبنات منتهكا حرماتهم لمدة تتجاوز العشر سنوات أحيانا، وكلما كان يزور مؤسسة تعليمية أو إدارية ويضع يده على رأس فتاة تجد نفسها في دهاليز قصر "باب العزيزية"، وهي إشارة منه لبعض مرافقيه مفادها أنه يرغب في تلك الفتاة. وهنا، اعتمدت الكاتبة على شهادة إحدى الضحايا المولودة من أب ليبي وأم تونسية، قدمت ورودا ل"الأخ قائد الثورة" حينما زار مدرستها "في أحد أيام أفريل عام 2004 كنت دخلت للتو الخامسة عشرة من عمري، جمعنا مدير المدرسة في الساحة ليقول لنا، إن القائد سيشرفنا بالزيارة غدا.. وإن ذلك مفخرة للمدرسة كلها، وأنا أعوّل عليكم لتكونوا في الموعد.. منضبطين وفي أبهى حلة.. عليكم أن تقدموا صورة لمدرسة رائعة، كما يريدها ويستحقها". ومنذ ذلك اليوم لم تر "ثريا"، حسب الكتاب، الخير، إذ اغتصبها القذافي بشكل وحشي، وراح يضربها ويهينها لرفضها لهذه المعاملات، مما زاد في عناده. وتصف لنا هنا الدهاليز التي رميت فيها، حيث كان يطلبها في أي ساعة من اليوم أو من الليل، وتشرف على هذه "المؤسسة الخفية التي يطلق عليها أولاد القائد"؛ مجموعة من النساء والرجال الذين كان عملهم هو "إشباع رغبات القائد"، فعبر آلام "ثريا" نكتشف بأن "الزعيم" كان يتناول المخدرات ويجبرها على مشاركته في ذلك، ولا يصوم رمضان، ولا يؤمن بشيء، ولا يحترم المقدسات، والشيء الوحيد الذي كان يمارسه وبشكل لافت هو السحر، فكان كلما جيء إليه ببنت أو ولد يستعمل منديلا أحمر، ربما قال له بعض السحرة إنه بمثابة "خاتم سليمان"، فلم يكن يحترم أحدا، والوحيدة التي كان يخاف منها، أو يعمل لها ألف حساب هي "السيدة مبروكة" المشرفة على تجهيز وتحضير البنات التي كانت تجلبهم له من جميع التراب الليبي، والكثير من حارساته كن قد مررن بتلك الدهاليز وتلك الممارسات الجنسية التي تبيّن أن صاحبها يعاني من أزمة نفسية خانقة. من ناحية أخرى، تقول الكتابة إن القذافي استخدم رجالا ونساء مبثوثين في المعاهد والمدارس وحتى السفارات، لاختيار نساء يختطفن من بيوتهن ويضطر أهاليهن للسكوت، خشية الموت أو الفضيحة "وإن القائد الذي كان يتعاطى المخدرات بشكل دائم ويفرضه على ضحاياه صغيرات السن؛ لم يستثن زوجات مساعديه أو وزرائه وحتى زوجات بعض السفراء وبناتهم". كما كان في القصر طبيبات من أوكرانيا يشرفن على الكشف عن الضحية قبل أن يتم تسليمها للجلاد، الذي لم يكن يكتف بممارسة الرذيلة معهن بشكل مؤلم فقط، بل يقول لهن كلاما جارحا. كما تؤكد الكاتبة على لسان ثريا "لقد لمحت خلال إقامتي بباب العزيزية من زوجات رؤساء دول إفريقية، لا أعرف أسماءهن، يعبرن أمامي، وكذلك لمحت زوجة الرئيس الفرنسي السابق سيسيليا ساركوزي وكانت جميلة متكبّرة، وفي مدينة سرت لمحت توني بلير الذي قال لنا محييا.. أهلا يا فتيات، وهو يلوح لنا في ود وابتسام".