مثل أمس أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران كهل يبلغ من العمر 44 سنة مسبوق قضائيا في قضايا إرهابية واستفاد من العفو في إطار المصالحة الوطنية، حيث توبع بتهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية وتحريض الشباب على الانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية وتسهيل اتصالهم بأمير جماعة "أبو مصعب عبد الودود" في جبال القبائل وتقديم الدعم لتلك الجماعة. وتعود تفاصيل القضية إلى ال11 من ديسمبر من العام الماضي حيث تلقت مصالح الأمن العسكري للناحية العسكرية الثانية بوهران حول نشاط المتهم في قضية الحال وقيامه بعقد لقاءات يومية في أماكن مختلفة في بيته أو في مقاه مع شباب لإقناعهم بالصعود إلى الجبال والالتحاق بالجماعات المسلحة بدعوى "الجهاد". وقد باشرت مصالح الأمن تحقيقا وترصدا لحركات المتهم واتصالاته إلى أن ثبت أنه على علاقة بأمير إحدى الجماعات الإرهابية الناشطة منذ التسعينيات في منطقة القبائل الكبرى، وهو "أبو مصعب عبد الودود"، حيث تم توقيفه وتبين أنه إرهابي سابق استفاد من عفو المصالحة الوطنية عام 2000. وأثناء التحقيق معه اعترف بأنه كان على علاقة مع بعض الإرهابيين الذين كان رفاقا له في الجماعات الإرهابية التي كانت تنشط بجبل فلاوسن بتلمسان، نافيا أن يكون قد عمل على تشجيع شباب ودعوتهم للانخراط في جماعات إرهابية. كما كشف موقوف آخر على علاقة مع الجماعات الإرهابية في تحقيق آخر، أنه كانت تربطه علاقة بالمتهم المتابع في قضية الحال وصرح بأنه أسر له عزمه على الحصول على مستلزمات من مناظر ليلية وشرائح مختلفة لهواتف محمولة بأمر من أمير جماعة إرهابية في تيزي وزو. كما أضاف أنه كان على اتصال دائم بالمتهم وأنه كان يلتقي به بصفة دورية في إحدى المقاهي بولاية تلمسان، واعترف بأنهما كانا يعدان خططا ويعملان على تجنيد شباب بطال وإقناعهم بحمل السلاح والالتحاق بجماعات إرهابية. وخلال جلسة المحاكمة أمس أقر المتهم بتفكيره في الالتحاق مجددا بالجماعات الإرهابية، نافيا أن يكون قد عمل على تجنيد شباب آخرين واستدراجهم للعمل مثله. والتمست النيابة العامة في حقه عقوبة 10 سنوات سجنا بتهمة الانخراط في جماعة إجرامية مسلحة، لتدينه هيئة المحكمة بعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا.