شارك أول أمس سيد أحمد غزالي رئيس الحكومة الأسبق، في الصفوف الأولى للتجمع الذي نظمه ما يسمى ''بمجاهدي خلق'' أو ''الشعب'' في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك إلى جنب جون بولتن أحد صقور المحافظين الجدد والسفير الأسبق لإدارة بوش بهيئة الأممالمتحدة، رفقة رئيس الوزراء الإسباني السابق خوزي ماريا أزنار الذي زج بالقوات الإسبانية وراء آلة الاحتلال الأمريكي في العراق، وأكد الأسبوع الماضي فقط في افتتاحية بإحدى المجلات العالمية أن ''سقوط إسرائيل يعني سقوط الغرب''. وكان غزالي رفقة بولتن وأزنار على رأس الموقعين على عريضة مساندة مطالب خلق التي تسعى، انطلاقا من العواصمالغربية، لقلب النظام الإيراني اعتمادا على دعم خارجي. وليست المرة الأولى التي يسجل فيها غزالي حضوره في نشاطات ما يسمى بمجاهدي خلق بفرنسا، حيث سبق له أن داوم خلال السنوات الماضية على دعم هذه الجماعة الإيرانية وحضور نشاطاتها في فرنسا، رغم أنها فقدت حظوتها لدى الإدارة الأمريكية الحالية التي تصنفها ضمن الجماعات الإرهابية، بالنظر لجرائمها وتورطها في الحرب بين إيران والعراق، وذلك خلافا لإدارة بوش التي قربتها وحاولت دعمها. وتنامت علاقة غزالي بما يسمى جماعة ''خلق'' بعد ما فشل رئيس الحكومة الأسبق في افتكاك موقع في المشهد السياسي الجزائري باعتباره من طينة ''السياسيين'' الذين فضلوا ''الخط الهاتفي'' على ''الخط السياسي'' من جهة، ثم انقطاع الأمل لديه بإمكانية أدائه دورا محوريا داخل ما يعرف بالتيار ''الجمهوري'' الذي يمثل أقلية انتخابية ويشهد تشتتا كبيرا في الأحزاب والمنظمات التي تمثله في الجزائر، وهذا خلافا لغيره من السياسيين الآخرين الذين فضلوا أن يصبروا أنفسهم مع الذين يناضلون جزائريا. وإن كان غزالي يشكل استثناء جزائريا في الموقف تجاه ما يسمى ''بمجاهدي خلق''، إلا أنه يتقاطع مع عدد من السياسيين الجزائريين الآخرين الذين جعلوا من الغرب وبالتحديد فرنسا ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية في الآونة الأخيرة، الوجهة المفضلة ''لنضالهم'' رغم أن الطلب أقوى من العرض سياسيا في الجزائر التي مازالت تعاني مما يعرف بكثرة الساسة وقلة السياسة. ولعل هذا ما يفسر الموقف النشاز لغزالي الذي يقف جنبا إلى جنب مع بولتن حليف إسرائيل وأشد المدافعين عن مصالح الكيان الصهيوني لدى الإدارة الأمريكية والمحافل الدولية، ثم أزنار الذي لم يتردد في خوض الحرب على العراق إلى أن صفعه الإسبان في الانتخابات التي توجت ثباتيرو الذي كان أول قرار اتخذه هو سحب القوات الإسبانية من العراق.