عالجت الصحف الفرنسية تصريحات هولاند تجاه الجزائر وردود الفعل الفرنسية والجزائرية بحذر بالغ، فقد التزمت تجنب التعليق فيما يتعلق بردود الفعل الخاصة بالجانب الجزائري، أما لوفيغارو فاعتبرت أن الديبلوماسية والنكتة لا يلتقيان، بينما انتقدت ليكسبريسون بحدة نكتة هولاند قائلة: "كان على هولاند أن يحرّك لسانه سبع مرات في فمه قبل أن ينطق بهذه النكتة". تناولت الصحف الفرنسية الصادرة أمس بإسهاب تداعيات "نكتة هولاند حول الجزائر" مثلما سمّتها معظم هذه الصحف. فقد أشارت "لوموند" إلى "الاستنكار الجزائري للحادث المؤسف بعد مزحة هولاند". وكتبت "لوموند" عن رد الفعل الجزائري على لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وأثارت الصحيفة امتناع "الإليزيه" عن التوضيح مشيرة إلى أن ما بدر عن الرئيس الفرنسي كان في سياق غير رسمي يمكن أن تعني أي شخص أو أي بلد آخر حسب تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الفرنسية أحد أعضاء الوفد المرافق لهولاند. وفي مقال لها حول سخرية هولاند كتبت "لوفيغارو" : "إن النكتة والديبلوماسية لا يجتمعان أبدا"، وتطرّقت الصحيفة إلى ما جاء في الصحف الوطنية وردود الفعل في الجزائر. كما نقلت لوموند مواقف الطبقة السياسية الفرنسية التي أجمعت على شجب "مزحة" هولاند، فقد أعلن "جون فرانسوا كوبي" رئيس الاتحاد من أجل حركة شعبية وهو يهودي الأصل بالمناسب على صفحته في تويتر: "إنه يأسف للانحراف اللفظي للرئيس هولاند". بينما اعتبر الوزير الفرنسي السابق "فاليري بيكريس" نكتة هولاند أنها "محرجة للغاية" ولا تليق برئيس الجمهورية". أما "ليكسبريسون" فكتبت تحت عنوان: "نكتة لفرانسوا هولاند توتّر العلاقات الديبلوماسية مع الجزائر"، وكانت ليكسبريسون الأكثر انتقادا للرئيس الفرنسي عندما كتبت "كان على هولاند تحريك لسانه سبع مرات قبل أن ينطق بنكتته" مشيرة إلى ولعه بالتنكيت.. ومن جانبها قالت "لوبوان" إن الإليزي حاول مساء يوم الأحد التقليل من وقع تصريح الرئيس هولاند بالتوضيح إن الأمر يتعلق "بمزحة خفيفة"، كما نقلت الصحيفة الفرنسية رد الفعل السياسي للأرندي تحت عنوان "الأرندي يدين الأنانية الفرنسية" دون تعليق. ومن الواضح أن الفرنسيين صُدموا بمزحة هولاند التي يبدو أن ثمنها سيكون أكبر من اللحظات التي "استمتع" فيها برؤية السرور على ملامح ضيوفه من نخبة اللوبي اليهودي وهم "يتقاسمون" القهقهات..