تطرقت الصحافة الفرنسية يوم الجمعة إلى زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر يومي 19 و 20 ديسمبر مبرزة "إرادته" في فتح صفحة جديدة بين باريس و الجزائر. و تحت عنوان "فرنسا-الجزائر: صفحة تاريخية جديدة" تساءلت جريدة "لوموند" "هل بإمكان رئيس يساري التوصل إلى مصالحة الذاكرات حيث فشل سابقوه من اليمين ". و ذكرت الجريدة بأن "حرب التحرير انطلقت في 1954 لما كان بيير مانداس فرانس رئيسا للمجلس و زادت حدتها في عهد غي مولي مع التصويت لصالح السلطات الخاصة في 1956 "مضيفا أن "فرانسوا ميتيران عندما كان وزيرا للعدل رفض دعم طلب العفو الذي تقدم به المحاربون من أجل الاستقلال المحكوم عليهم بالإعدام". و نقلت "لوموند" تصريح هولاند الذي قال في أحد خطاباته في إطار زيارته "لم أحضر هنا لتقديم اعتذارات بل لقول الحقيقة و الحقيقة بشأن اليسار في التاريخ". و أشارت الجريدة إلى أن "هولاند يعلم أنه يتوفر على مزايا في هذا الإطار: بالفعل هو وريث فرانسوا ميتيران لكنه في الوقت ذاته وريث يسار آخر هو يسار ميشال روكار الذي احتج على الحرب عام 1975 بمخالفة الفرع الفرنسي للعمالية الدولية لغي مولي". و في افتتاحيته بعنوان "استقالة" تطرقت جريدة "ليبيراسيون" إلى خطاب فرانسوا هولاند حول الاستعمار الفرنسي في الجزائر الذي ألقاه أمام البرلمانيين الجزائريين. و كتبت الجريدة بشأن تصريحاته حول الاستعمار الفرنسي في الجزائر أن هولاند "اكتشف +طابعها العنيف و الجائر+". و وصفت ليبيراسيون تصريحاته ب"اللون البلاغي و الاكتشاف" مذكرة بأن "الاستعمار كان أسوء بكثير من +الجائر+ و هو ما اعترف به حتى ساركوزي". و أضافت الجريدة أن "الحرب لإبقاء الهيمنة الفرنسية كانت شائنة تميزت بالمجازر و التعذيب و الجرائم ضد الإنسانية" معتبرة أن "فرنسا لم تقم بعمل الذاكرة كما أنها لم تنصف الشعب الجزائري". و كتبت يومية "لومانيتي" تحت عنوان "هولاند في الجزائر: اعتراف محتشم بالماضي الاستعماري" أن "خطاب -الحقيقية+ الذي وعد به فرنسوا هولاند حول الماضي الاستعماري تحول يوم الخميس أمام النواب و السيناتورين الجزائريين إلى "اعتراف" محتشم ب"ظلم" النظام الاستعماري و "الآلام" التي تكبدها الشعب الجزائري". و أشارت يومية الحزب الشيوعي الفرنسي أن "فرانسوا هولاند تطرق فعلا إلى مجازر سطيف و قالمة و خراطة في ماي 1945 كإخلال ب+القيم العالمية+ و تكون بذلك أول مرة بالنسبة لرئيس دولة فرنسي. و لكن كلماته لم تكن بنفس قوة وبعد كلمات سفير فرنسا هوبير كولين دي فيرديير الذي تطرق سنة 2005 بسطيف إلى "مأساة لا تغفر". و استطردت "لومانيتي" انه "تطرق فعلا لكلمة "التعذيب" و لكن دون تنديد واضح لهذه الممارسة الشنيعة خلال حرب الجزائر التي تعود ليس لمبادرات فردية و منعزلة و لكن لمؤسسة تغطيها أعلى سلطات الدولة". أما صحيفة "لو باريزيان" فكتب تحت عنوان "الخطوات الصغيرة لهولاند في الجزائر" أن رئيس الدولة الفرنسي "اعترف بالأمس ب+الآلام التي ألحقها الاستعمار الفرنسي+ بالجزائر دون تقديم اعتذارات فرنسا. كلمات قوية لاستعادة الثقة بين البلدين حتى و إن كان كل العمل ينتظر أن ينجز". و تطرقت يومية "لوفيغارو" من جهتها إلى النقاط القوية لزيارة الرئيس هولاند للجزائر و المتمثلة في التوقيع على عقد لإنشاء مصنع لتركيب السيارات "رونو" قرب وهران و برنامج جامعي ايراموس متوسط و التطرق إلى المفاوضات السياسية في مالي طبقا لرغبة الجزائر و ملف التأشيرات.