دافع عن حصيلة أويحيى واعترف بفضله في مؤتمر هو الأسرع في تاريخ الحزب ^ نوارة جعفر: "كنا وسنبقى دائما مع بوتفليقة" تمت أمس تزكية رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، أمينا عاما للتجمع الوطني الديمقراطي، في مؤتمر ربما هو الأسرع في تاريخ الحزب وذلك خلفا لأحمد أويحيى الذي قدم استقالته من أمانة الحزب مطلع السنة الجارية، والذي برغم تغيبه عن حضور المؤتمر الرابع لتواجده في مهمة رسمية بموريتنايا، حيث يتولى مراقبة الانتخابات التشريعية والبلدية، إلا أن ظل أويحيى كان حاضرا في قاعة المؤتمرات بالأوراسي حيث تعالت الهتافات باسمه. فيما أطنب بن صالح في الدفاع عن حصيلته "المشرفة" طيلة عهدته كأمين عام للحزب. وعرف المؤتمر الرابع لحزب التجمع الوطني الديمقراطي المنعقد أمس بالأوراسي، تزكية بالإجماع للأمين العام الجديد عبد القادر بن صالح، الذي كان المرشح الوحيد لخلافة "سي أحمد"، والذي كان ظله حاضرا وسط المؤتمرين، الذين قاطعوا كلمة بن صالح الافتتاحية للهتاف بعبارة "يحيا أحمد أويحيى"، في حين راح بن صالح يكيل المديح لأويحيى، معتبرا أن "الواجب الأخلاقي يقتضي اعترافنا وتقديرنا للأخ أحمد أويحيى الذي حالت أسباب عمل رسمية دون حضوره بيننا، عرفانا منا له على كل ما قام به من أجل الحزب ومن أجل الجزائر"، مواصلا الإشادة والدفاع عن حصيلته عندما كان أمينا عاما لثاني أحزاب السلطة، بالقول "لا يمكنني قلب صفحة الماضي المشرف للحزب وتجاوز تضحيات قدمها أبناؤه خلال الفترات الصعبة ومازالو يقدمونها....."، قبل أن يضيف مرجعا الفضل لأويحيى في احتلال الأرندي الصدارة في عدد مقاعد مجلس الأمة ب44 عضوا، والمرتبة الثانية في المجلس الشعبي الوطني ب68 نائبا، "ولا يمكنني اعتبار دعم الشعب لحزبنا والنتيجة التي حققها خلال المواعيد والاستحقاقات عفوية، بل جاءت نتيجة حسن اختيار الحزب للرجال والنساء الذين رشحهم للمهمة في كل مناسبة". وهو ما يعتبر رسالة واضحة وجهها بن صالح لمعارضي أويحيى، الذين اتهموه بوضع رجال ليسوا من إطارات الحزب في هياكل الأرندي ومراكز صنع القرار بدافع "المحاباة". ولم يفوت بن صالح الفرصة للتذكير بالتأييد المطلق الذي يمنحه حزبه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أن "الأرندي كان وسيكون وسيبقى إلى جانب الأخ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو جاهز لإتمام المسيرة التي اختارها والتزم بها منذ 1999 بوقوفه معه"، داعيا في هذا السياق التشكيلات السياسية الملتفة حول العهدة الرابعة إلى "العمل جنبا إلى جنب مع كامل القوى التي تؤمن بهذا الخط وتتبنى هذا الخيار، وتؤمن أن بوتفليقة قاد الجزائر نحو بر الأمان وأرسى دعائم الاستقرار في ظرف صعب ومعقد"، وهو الخطاب الذي دعمه حضور كل من أمين عام الأفالان عمار سعداني، ورئيسي الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بين يونس، وتجمع أمل الجزائر عمار غول، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، وأمين عام المركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، أشغال المؤتمر الرابع للأرندي. وأكد خليفة "السي أحمد" في الشق نفسه أن الأرندي سيؤدي دورا محوريا في المراحل القادمة، في إشارة صريحة للرئاسيات المنتظرة أفريل المقبل، مضيفا في رد على من وصفهم ب«المشككين" في دور الأرندي ووزنه "نقول لهؤلاء أن حزبنا لم يولد من فراغ ولم يكن وليد أمزجة بل هو مرجعية الجزائريين الذين انتفضوا ضد الارهاب لإنقاذ وطنهم". وحذر المتحدث من "أطراف تحترف الاصطياد في المياه العكرة"، مشيرا إلى أنه "برغم كل ما تحقق للبلاد في كافة المجالات، فإننا نرى من يعمل على نشر صورة سوداوية للواقع الجزائري ويقفز على الحقائق بهدف افتعال الأزمات"، لكننا "نقول لهم إن اليقين وحده يكشف سر زيف أقوالهم"، داعيا إياهم إلى "الابتعاد عن نهج خلط الأوراق وزعزعة الاستقرار في البلاد والمساس بتماسك مؤسساتها". وبالعودة إلى الأزمة التي عاشها الحزب قبيل استقالة أويحيى من الأمانة العامة، أكد بن صالح أنه تم تخطيها والتمكن من توحيد الصفوف بعيدا عن التهميش والإقصاء، بفضل مسؤولية الأطراف المتخاصمة التي "لم تقطع الخيط الرابط بينها وبين القبول بمبدأ التنازل عند الضرورة لفائدة الحزب وحرصها المتواصل على تقليص مساحة الخلاف وطي صفحة الماضي غير المريح". مضيفا أن "بيت الأرندي كبير ويسع الجميع وقد فتحنا الباب واسعا أمام كافة المناضلين الذين ابتعدوا أو جمدوا نشاطاتهم في صفوف الحزب لسبب أو لآخر". من جهتها أكدت الناطقة الرسمية باسم الحزب نوارة جعفر في ندوة صحفية، أن الأرندي تجاوز الأزمة ووحد صفوفه. كما نفت ما يدور من أحاديث حول "إبعاد" أويحيى مكرها من قيادة الحزب، وأكدت أنه رمى المنشفة بكامل إرادته واتخذ قرار الاستقالة حتى يجنب الأرندي تكريس الأزمة وتعميقها، مجددة دعم حزبها لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة