تظاهر أول أمس العشرات من سكان حي بن سونة، غرب مدينة الشلف، في عرض الطريق الرابط بين الحي ومقر البلدية، فيما احتشد العديد منهم على الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين وهران والجزائر العاصمة، وقاموا بوضع المتاريس وجذوع الأشجار وحاويات القمامة لمنع المارة من مستعملي الطرقات المؤدية من والى حي بن سونة احتجاجا على عدم جدية وعود السلطات المحلية التي قابلت احتجاجات سكان الحي قبل 20 يوما بجملة من الوعود أبرزها إصلاح الطرقات الفاسدة التي حولت الحي إلى جحيم في ظل وجود الأوحال وصعوبة السير عبر أرجاء الحي، مطالبين بإعادة الاعتبار لقنوات الصرف الصحي التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية. وانضم إلى المحتجين طلاب الجامعات، مرددين هتافات ضد السلطات، ورفضوا إخلاء موقع الاحتجاج إلى حين قدوم الوالي إليهم لسماع مشاكلهم ومعالجة مطالبهم المودعة منذ سنوات على مستوى السلطات باختلاف مستوياتها. وتساءل المحتجون عن سر إهمال الحي من برامج التنمية المحلية، مستفسرين عن دور السلطة المنتخبة في مثل هذه الحالات وعزوف المنتخبين عن المنطقة التي ظلت خارج مجال التغطية. وقال المتظاهرون إن صبرهم نفد وبات الاحتجاج السلمي اللغة الوحيدة في مخاطبة السلطات التي تخلت بالكامل عن دورها. واستنادا إلى تصريحات المحتجين فإن السلطات ممثلة في مديريات الري والبناء والتعمير والأشغال العمومية شكلت لجنة قبل 20 يوما وقامت بمعاينة الوضعية غير الإنسانية التي يعيشها سكان الحي رفقة رئيس المجلس الشعبي البلدي، لكن هذه المبادرة ولدت ميتة ولم تر الوعود الممنوحة لممثلي المنطقة النور الأمر الذي استدعى خروج المواطنين من جديد إلى الشارع، ردا على سلسلة الوعود الوهمية التي منحت لهم، فيما ازدادت صعوبة العيش في المنطق من سيئ إلى أسوأ وبات الوضع لا يقبل مزيدا من الانتظار حسب تصريحات المحتجين الذين رفضوا العدول عن خيار الاحتجاج إلى غاية إحالة مطالبهم إلى واقع حقيقي. وقد شهدت المنطقة تعزيزات أمنية مشددة مخافة وقوع احتكاك بين المحتجين والشرطة التي فرضت طوقا أمنيا على عدد من المؤسسات العمومية، كما قوبلت نداءاتها بإخلاء الطريق بالرفض في ظل تمسك سكان الحي بقدوم الوالي وتخليه عن مخاطبتهم من مكتبه.