صدرت حديثا للكاتب رشيد بوجدرة الترجمة العربية لروايته ''ضربة جزاء'' التي ترجمها الروائي مرزاق بقطاش. ويضع بوجدرة عمله هذا على خلفية رياضية تتمثل في مباراة نهائي كأس فرنسا في 26 ماي 1957 التي تنافس فيها كل من فريقي ''تولوز'' و''آنجي''، وتعرض من خلالها أيضا لقيام فدائي جزائري بقتل ''الباشاغا'' محمد شكال الذي كان أحد عملاء الاحتلال الفرنسي. وتضم الرواية 12 فصلا تقطعت حسب إيقاع النتائج بين الفريقين، بدءا ب''تولوز'' صفر و''آنجي'' صفر، إلى نهاية المباراة ''تولوز'' 6 مقابل 3 ل''آنجي''. واستغرق الزمن السردي الفترة المحددة عادة للمباراة، وهي تسعون دقيقة، تتخللها فترة استراحة ما بين الشوطين. وجاء الحدث الرئيسي للرواية موازيا للمباراة وجرى داخل الملعب وعلى منصات المتفرجين، حيث أقدم فدائي جزائري على قتل ''الباشاغا'' محمد شكال. وخلال الرواية يتتبع بوجدرة الذي يبدو أنه ضليع بقوانين كرة القدم، المسارات المكانية والتشكيلات الهندسية التي ترسمها أقدام اللاعبين على أرضية الملعب. وأثناء أحداث المباراة التي يتتبعها صاحب ''الحلزون العنيد''؛ يتطور حدث القتل المتزامن مع حدث المباراة، ويبلغ ذروته عند فوز فريق ''تولوز'' على فريق ''آنجي''. ويعقب الراوي البطل على الأداء الرائع للجزائريين ''بوشوك'' و''إبراهيمي'' وكيف أنهما أحرزا نصرا كرويا لفرنسا الاستعمارية، فيما الدم يتدفق بغزارة على أرض وطنهما. وتجري الأحداث في ملعب ''كولومب''، وخلالها يسجل ''محمد صدوق'' الملقب ب''ستالين'' هدفا من نوع آخر في رأس العميل محمد شكال، صاحب الحظوة والمكانة عند المحتلين الفرنسيين والذي أجلس في منصة التشريفات الرئيسية إلى جانب كبار القادة والمسؤولين الفرنسيين. ويحدد ''محمد صدوق'' لحظة تسديد الطلقة النارية إلى خصمه بتسجيل مواطنه اللاعب ''بوشوك'' هدفا في مرمى ''آنجي''، فكانت بين الاثنين حركة متزامنة التقى فيها ''بوشوك'' و''صدوق'' على هدفهما، كل من ناحيته.