تعيش مختلف مدن ولاية الشلف غليانا شعبيا منقطع النظير ما فتئ يتصاعد يوما بعد يوم، إذ كانت نهاية الأسبوع حافلة بوقفات احتجاجات شعبية ساخنة شملت عاصمة الولاية وبلدية أم الدروع، الزبوجة، تنس، الظهرة، سيدي عكاشة والشطية، نتيجة شعور المحتجين بظلم اجتماعي وجمود مبادرة المجالس المنتخبة في تفعيل الأداء التنموي. وقد عاشت مدينة الشلف وحدها أكثر من 5 وقفات احتجاجية كانت مسرحا لها أحياء الحمادية، ايجيكو، بن سونة، الشقة والحرية لنفاد صبر سكان تلك الأحياء التي تعيش أحلك أيامها بسبب فساد شبكة الطرقات وعدم إصلاح قنوات التطهير الصحي التي يعود جلها إلى الحقبة الاستعمارية. وقد أقدم عديد السكان إلى قطع طرقات وطنية ومسالك ولائية حساسة جدا أدت إلى تعطيل حركة المرور ومصالح المواطنين خصوصا على مستوى الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين الجزائر ووهران والآخر الرابط بين الحرية والمطار الدولي أبوبكر بلقايد. وقد اغتم بعضهم فرصة يوم الخميس لإحداث شلل مروري على مستوى الطريق الأخير بكونه يعرف سيولة مرور كثيفة لارتباطه بسفريات المهاجرين وهبوط الطائرات القادمة من العاصمة الفرنسية. وطالب المحتجون الوالي الجديد بمعاينة ميدانية إلى مواقع الغبن الاجتماعي والحديث إلى مواطنيها وعدم الاكتفاء بتقارير مضللة تصله من مصالحه، وقد دفع الوضع بسكان بن سونة إلى إضرام النيران في العجلات المطاطية ووضع المتاريس رغبة في قدوم الوالي إليهم للنظر في مطالب قديمة تتطلب عناية فورية وملموسة منها إصلاح شبكة الطرقات. وهو المشهد نفسه الذي عاشه حي "حباير" ببلدية الشطية على بعد 10 كلم شمال عاصمة الولاية، احتجاجا على استمرار تدهور الظروف المعيشية، مبدين سخطهم على تخلي السلطات المحلية عن دورها بعدما تحولت طرقات المنطقة إلى مستنقعات. كما عاش حي عزون بلدية أم الدروع على وقع احتجاج شعبي يعكس الغضب المتزايد ضد انتشار الظلم الاجتماعي. وبرر سكان الحي وقفتهم الاحتجاجية بالمشروعة لأنهم يريدون تحسين ظروف عيشهم في ظل غياب السلطة المنتخبة التي لم تع دورها الكامل في تحسين الإطار المعيشي. واقتصرت مطالب حي "عزون" على تحسين المحيط الحضري وتعبيد الطرقات وانتشالهم من "الأوحال" التي سببتها الأمطار الغزيرة الأخيرة، ولعل الأمر الذي زاد من منسوب غضبهم هو عدم تنقل أي مسؤول إليهم ومحاورتهم، مما يؤشر على عودتهم إلى ميدان الاحتجاج في قادم الأيام القليلة.