توقيف 40 متهما بالشغب والتحريض وحالة هدوء حذر تسود المنطقة رفض الحديث مع وفود الوالي وإجماع على محاسبة المجلس البلدي انفجر الوضع بشكل غير مسبوق في بلدية الزبوجة شمال عاصمة ولاية الشلف التي عاشت 48 ساعة استثنائية بكامل المقاييس , اثر إقدام العشرات من مواطني منطقة أولاد سيدي بوعلي التابعة لنفس البلدية على غلق مقري البلدية والدائرة وإحداث شلل مروري في كامل الطرقات المؤدية إلى مقر البلدية والطريق الوطني رقم 19 لمدة يومين كاملين ,وقام مواطنون بإشهار لافتات تطالب بمحاسبة المجلس البلدي الحالي وتدخل مباشر للسلطات المركزية ووالي الشلف الذي امتنع عن الحضور إلى مسرح الاحتجاج بسبب انشغاله بحركة التغيير التي مست سلك الولاة ,في الوقت الذي رفض فيه المحتجون الحديث إلى رئيس ديوان الوالي ورئيس الدائرة واللجنة الولائية الموفدة من قبل الوالي ,في مشاهد ساخنة ترجمت حالة انفلات امني شبه كامل بالمنطقة ,وبحسب معطيات ميدانية ,فان اليوم الأول من الاحتجاج الذي نظمه سكان أولاد بوعلي بالزبوجة ميزه الهدوء والحذر وسط مطالب اجتماعية سلمية رفعها المتظاهرون ,على خلاف اليوم الثاني الذي ساده الشغب والفوضى والصخب في شوارع المدينة التي ميزها "الكر والفر" بين قوات مكافحة الشغب التي طلبتها السلطات المحلية لفض الاحتجاج وشباب رفضوا العدول عن خيار التظاهر إلى غاية تحقيق مطالبهم التي تأتي في مقدمتها إصلاح الطرقات الفاسدة وربط المنطقة بشبكات الغاز الطبيعي والإنارة والنقل المدرسي وتوفير فرص الشغل لشريحة الشباب ,وقد تحولت الاحتجاجات السلمية عن سياقها الطبيعي لتعرف موجة من الشغب والاعتقالات في كل مكان ,إذ قامت قوات مكافحة الشغب التي تنقلت إلى الزبوجة بقوة محاولة منها لبسط الأمن من جديد, باجتياح المقاهي وساحات عمومية ومحلات تجارية وألقت عشرات القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ,لتعتقل قرابة 40 شخصا تتراوح أعمارهم بين 25 و 40 سنة يعتقد أنهم تسببوا في ذات الأحداث ,وجرى تقديمهم أمام النيابة العامة لمحكمة تنس لمحاكمتهم بتهمتي التحريض والتجمهر غير المرخص به ,وتفيد المعطيات انه تم حبس 10 منهم في ظروف استثنائية في انتظار جلسات السماع لثلاثين آخرين من أصل المحتجين المعتقلين ,يرتقب تقديمهم غدا الأحد أمام نفس هيئة المحكمة . وتشير المعطيات إلى أن المنطقة يسودها حذر شديد وسط تعزيزات أمنية غير معتادة في الزبوجة مخافة تجدد الاحتجاجات في قادم الساعات المقبلة على خلفية الاعتقالات التي طالت شباب المنطقة ,وتكشف نفس المصادر ,أن تعليمات صارمة وجهت إلى فرق مكافحة الشغب العاملة في المنطقة تفيد بإبقاء "حالة الطوارئ" التي تعيشها شوارع المدينة إلى غاية استتباب الوضع وعودة الأمور إلى ما كانت عليه ,وقال شاهد عيان ل"البلاد" ,أن الحذر لا يزال يسود المنطقة وأن ساعات محاكمة المعتقلين قد تحمل جديدا غير محمود العواقب في الجهة ,فيما نددت جمعيات محلية في حديثها ل"البلاد" بموجة الاعتقالات غير المبررة التي عرفتها المنطقة من خلال اجتياح أعوان امن لمقاهي شعبية وقيامها بتفتيش قسري وتوقيف أشخاص دون مبررات مقنعة تفيد تورطهم في الأحداث الساخنة التي لا تزال تعرفها بلدية الزبوجة ,كما وجهوا أصابع الاتهام لرئيس البلدية الذي لم يتعاط ايجابيا مع مطالب سكان أولاد سيدي بوعلي واكتفى بتهميشهم وغض النظر عن أحوالهم الاجتماعية البائسة ,مع العلم أن اللجنة الموعدة من قبل الوالي عادت أدراجها لرفض المحتجين الحديث مع ممثليها ,وتحدث ناخرون عن صمت مطبق للسلطات التي لم تتحرك لإيفاد لجنة تحقيق في مطالب رفعها منتخبون بالمجلس البلدي لكشف تجاوزات يكون قد ارتكبها رئيس البلدية وتتصل مباشرة بسوء التسيير والتعدي على قانون الصفقات العمومية .