يوارى مصطفى زيتوني الثرى غدا الأربعاء بالمقبرة الإسلامية بمدينة نيس التي يقطن فيها وذلك، حسب وصيته لأرملته وأبنائه الثلاثة. وكان مصطفى زيتوني الذي يعتبر من أفضل المدافعين في العالم في سنوات الخمسنيات قد توفي الأحد عن عمر يناهز 86 سنة بمدينة نيس الفرنسية، وكانت انطلاقته الفعلية مع كرة القدم في نادي موناكو الفرنسي ما بين 1954 و1958، حيث يشهد له الجميع بأنه كان لاعبا أنيقا بأتم معنى الكلمة، وكان بداياته الأولى مع المنتخب الفرنسي وهو في سن الثلاثين وأول مباراة له بألوان الديكة كانت في شهر أكتوبر من سنة 1957 أمام المجر التي فاز فيها المنتخب الفرنسي بهدفين دون رد، قبل أن يبهر العالم بأدائه الكبير أمام المنتخب الاسباني سنة 1958 وهي المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين في كل شبكة، حيث شارك في هذه الموقعة الأسطورة ديستيفانو الذي أوصى بعد ذلك بالتعاقد مع الجزائري لما له من إمكانيات كبيرة من جميع النواحي، لكن زيتوني الذي كان يحمل حب الجزائر صدم فرنسا بعد أن انسحب من المنتخب الفرنسي قبل مواجهة سويسرا رفقة ثلاثة زملاء له وهم مخلوفي، براهيمي وبن تيفور ليلتحق بتونس وفريق جبهة التحرير الوطني، حيث شارك في العديد من المباريات التي تخدم مصالح القضية الجزائرية قبل أن ينهي اللاعب مسيرته مع نادي رائد القبة ويدرب العديد من الأندية الجزائرية وحتى الليبية، قبل أن تنطفئ شمعته أول أمس الأحد عن عمر يناهز 86 سنة تاركا معه إرثا لا يمكن محوه خاصة مواقفه البطولية وتفضيله الدفاع عن قضية بلده على مال وشهرة ريال مدريد والمنتخب الفرنسي في تلك الحقبة. الصحافة الفرنسية تنعى اللاعب وتصفه بالأسطورة من جانبها نعت معظم الصحف الفرنسية الصادرة أمس، اللاعب مصطفى زيتوني، وفي مقدمتها "فرانس فوتبول" و"ليكيب" الذائعتا الصيت وذكّرتا بمشوار اللاعب الاحترافي وكيف رفض المنتخب الفرنسي وحتى عرض ريال مدريد من أجل القضية الجزائرية. كما وصفت اللاعب بالأسطورة ومن بين أحسن اللاعبين في منصبه في تلك الحقبة. "رئيس جمعية جبهة التحرير ومعوش ينتظران التأشيرة لحضور مراسم الدفن" اجتمع أمس بمقر جمعية فريق جبهة التحرير الوطني، معظم لاعبي ذلك الفريق في وقفة ترحم على روح الفقيد الذي كان بشهادة الجميع مثالا يقتدى به وينتظر أن يلتحق كل من رئيس جمعية جبهة التحرير الوطني ومعوش بفرنسا اليوم لحضور مراسيم الدفن المقررة غدا، وهما في انتظار الحصول على تأشيرة دخول الأراضي الفرنسية.