التقى نهاية الأسبوع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الوزير الأول السابق والأمين العام المستقيل من التجمع الوظني الديمقراطي، أحمد أويحيى، في أول اجتماع مفاجئ جمع الرجلين منذ اختفاء هذا الأخير عن المشهد السياسي الوطني، حسب ما تناقلته عدة مواقع إعلامية الكترونية. ولم تتسرب أي معلومات عن مناسبة هذا اللقاء المفترض ولا جدول الأعمال ولا حتى الملفات التي ناقشها، غير أن المصادر توقعت أن تكون قضية الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل المقبل قد طرحت بقوة خلال المحادثات. وأسال نشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، الحبر الكثير وجملة من التعليقات حول الترتيبات المحتملة لسيناريوهات الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل حالة "السوسبانس" التي يصنعها رئيس الجمهورية بخصوص مسألة ترشحه من عدمها لعهدة رئاسية رابعة، رغم أن صوت أنصاره من الأحزاب والسياسيين يتصاعد مع اقتراب موعد استدعاء الهيئة الناخبة خلال أيام معدودة. ومعلوم أن الوزير الأول السابق، لم يظهر منذ انسحابه من الواجهة باستقالته من على رأس الأمانة العامة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي في مطلع العام الماضي، إلا في جنائز كبار رجالات الدولة أو في أفراح بعض المقربين منه. كما لم تنقل عن الرجل أية تصريحات أو مواقف سياسية بخصوص العديد من القضايا السياسية التي عاشت البلاد ولاتزال، على وقعها. وأظهر المؤتمر الرابع للتجمع الوطني الديمقراطي الأخير، أن أحمد أويحيى ما يزال يحظى بشعبية طاغية بين القواعد النضالية للتجمع، وهو الأمر الذي أحرج عبد القادر بن صالح، خلال فعاليات المؤتمر الرابع للأرندي، حيث وقف قرابة 1500 حاضر بين مؤتمر ومدعو هاتفين باسمه أثناء تقديم بن صالح التحية لمن صنعوا مجد الأرندي في أوقات سابقة، وهو الوضع الذي دفع ببعض المراقبين لاعتبار صاحب مقولة "لن أترشح للانتخابات الرئاسية إذا تقدم لها بوتفليقة" من بين "مرشحي السلطة المحتملين" إذا عزف الرئيس عن الترشح طبعا. ويجمع الكثيرمن إطارات التجمع الوطني الديمقراطي الذين يعرفون الرجل عن قرب على أن "سي أحمد" عرف كيف يضع لنفسه مكانته بالتزام الصمت حتى في أحلك المراحل الحرجة وبناء "قوة غامضة" توازيا وبداية العدّ التنازلي لرئاسيات أفريل المقبل، خصوصا بعدما تحرر من أي التزامات رسمية وحزبية قد تعيقه عن تحضير نفسه لهذه الاستحقاقات.