تعمل العديد من قيادات "الأرندي" المعارضة للأمين العام السابق للحزب أحمد أويحيى، على إفشال مساعي الأخير لطرح نفسه مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بعدما وردت إليها معلومات موثوقة ومؤكدة عن استعداد الرجل للترشح لرئاسيات 2014. وقالت مصادر مقربة من قيادات "تقويمية الأرندي" ل "البلاد"، أنّ الأخيرة وصلتها معلومات مؤكدة عن رغبة أويحيى في الترشح للظفر بمنصب رئيس الجمهورية، مرشحا عن حزب "الأرندي"، وأشارت إلى أنّ التحركات التي يجريها بعض المنسقين الولائيين المحسوبين، بجمع توقيعات ونشر عرائض تدعو أويحيى للترشح لرئاسيات 2014، لم تأت من فراغ، وإنما هي دعوات موّجهة من طرف أويحيى ومحيطه من أجل التسويق لاسمه وتحضير الأجواء قبل إعلانه الترشح. وأكّدت نفس المصادر، أنّ المنسقين الولائيين للحزب وبعض قيادات "الأرندي" والتي شرعت في التسويق لأويحيى والترويج لترشحه للرئاسيات، ما كانت لتقدم على أمر مماثل لو لم تتلق الضوء الأخضر من أويحيى شخصيا أو أحد المقربين منه. وأضاف ذات المصادر، أنّ مسألة ترشح الأمين العام السابق للأرندي والوزير الأول الأسبق، "باتت مؤكدة لدينا"، غير أنّه يجري حاليا الضغط على الأمين العام الحالي بالنيابة عبد القادر بن صالح من أجل تسوية ملف بطاقات الانخراط واعتماد آلية الانتخاب فقط لعضوية ورئاسة اللجان الولائية التقنية لتحضير المؤتمر، ومنع رجالات أويحيى من السيطرة على مجريات مؤتمر الحزب المقبل، باعتبار أنّ جميع مكاتب الحزب الولائية تحت سيطرة منسقيم محسوبين عليه، ولم يتم خلال الفترة التي تلت استقالة أويحيى من الأمانة العام للحزب تنحية أي منسق ولائي. وفي الجهة المقابلة، شرعت بعض القواعد النضالية ل "الأرندي" في جمع توقيعات من أجل المطالبة بترشح أحمد أويحيى للرئاسيات المقبلة، وأطلقت حملة كبيرة في عدة ولايات، لدفع الوزير الأول الأسبق أحمد أويحيى نحو إعلان ترشحه بشكل رسمي، خاصة وأنّ مصادر عليمة أكدت بأن ضغوطات كبيرة يتعرض لها الرجل حاليا من طرف محيطه المقرب لاتخاذ قرار نهائي وإيجابي حول موعد 2014. ويرى متابعون أنّ التحركات التي يشهدها حاليا حزب "الأرندي" من شد و جذب حول إمكانية ترشح أويحيى للانتخابات الرئاسية المقبلة، تؤكد بما لا يدع للشك مجالا أنّ هناك رغبة قوية وحقيقية لدى أويحيى للترشح لرئاسيات 2014، لكن مصير ملف ترشحه ليس بيديه، إنّما تتدخل في تحديده عوامل كثيرة مما جعل أويحيى يرد على الصحفيين كلما سئل عن رغبته في الترشح، بما قاله الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان "إن الرئاسة موعد بين رجل وقدره".