الجزائر تستدعي السفير المغربي احتجاجا على اتهامها بطرد لاجئين نحو أراضيه عبّرت الجزائر عن رفضها التام ل"الادعاءات" التي أطلقها المغرب بشأن الطرد المزعوم للاجئين السوريين نحو التراب المغربي، حيث قامت باستدعاء السفير المغربي لإبلاغه بمدى استياء الجزائر شعبا وحكومة اتجاه الاتهامات المغربية. وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية عمار بلاني، في تصريح خص به وكالة الأنباء الجزائرية، أن الجزائر استدعت أمس السفير المغربي للفت انتباهه إلى أنها تستنكر بشدة الاستفزاز المغربي الذي يحمل خلفية سياسية، وتأسفت لهذه المحاولة الجديدة لتوتير العلاقات بين البلدين دون مبرر منطقي. كما ذكّرت الدبلوماسي بحادثة الاعتداء على القنصلية الجزائرية في المغرب، مؤكدة أنها تضطلع بمسؤولياتها على أكمل وجه في إطار حسن الجوار رغم العبء الكبير الذي تتحمله منذ سنوات بسبب العدد المتزايد للمهاجرين الأفارقة الذين يطردهم المغرب باتجاه التراب الوطني. وأضاف بلاني، أن الجزائر ليست بحاجة لمن يلقنها درسا عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن العناية والاهتمام الكبيرين اللذين تخص بهما الرعايا السوريين الموجودين على ترابها كضيوف. وقال الخبير السياسي صالح سعود في اتصال ب«البلاد"، إن المغرب يواصل سياسة الإدارة بالأزمات، حيث يحاول في كل مرة توجيه أنظار شعبه باتجاه الجزائر وإبعاده عن القضايا الداخلية العالقة والحساسة، مشيرا إلى أن المخزن اعتمد ورقة خاسرة، لأن الجزائر معروفة باستقبالها للاجئين والاهتمام بهم، ولا يمكن أن تقوم بطردهم تحت أي ظرف كان، واتهاماته مجرد خطوة جديدة لإدارة أزماته، خصوصا في هذه الفترة التي تشهد أزمة سياسية قوية بين النظام والمعارضة، إلى جانب الضغوطات الاقتصادية والاحتجاجات التي تشهدها المدن الكبرى بسبب الأوضاع الاجتماعية والبطالة. واستنكر الخبير لجوء المغرب إلى استعمال اللاجئين العرب كسلعة سياسية لتحقيق أهدافه، وضرب الجزائر، معتبرا أنه يعمل ضد مصلحة التكامل المغاربي، من خلال سعيه إلى توتير العلاقات مع الجزائر فيما يدّعي رغبته في فتح الحدود المغلقة بين البلدين. من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم لجنة دعم مطالب السوريين، بالجزائر، وعضو الائتلاف المعارض عدنان بوش، أن تواجد لاجئين سوريين على الحدود الجزائرية المغربية معلومة غير دقيقة، وضخمتها وسائل الإعلام المغربية، مشيرا إلى أن طردهم عن طريق حدود مغلقة أمر غير منطقي، مشيرا إلى أن المسألة تتمثل في محاولة تسلل لا أكثر. واستنكر بوش، محاولات المغرب استغلال اللاجئين السوريين لأغراض سياسية قائلا: "نحن كسوريين نرفض أن نكون محلّ مساومات من قبل الدول"، ونفى طرد الجزائر للسوريين باتجاه المغرب، لأنها عاملتهم معاملة حسنة ولم يسبق وأن تعرضوا لأي إهانة منذ لجوئهم إليها، بالرغم من وجود حالات تمكث دون إقامة مدة تزيد عن سنة، وحتى أجهزة الأمن تتعامل مع هذه الحالات بطريقة إنسانية. وشدد المتحدث ذاته، على أنه رسميا لا وجود لسوريين طردوا من الجزائر، واستغلال الموضوع من قبل بعض الأطراف، يدخل في إطار حسابات أخرى بعيدا عن الرعايا السوريين. فيما أوضح أن السوريين الذين يغادرون الأراضي الجزائرية نحو سوريا ويعودون، يعملون لصالح النظام السوري، ويحاولون جمع معلومات عن الأشخاص المنتمين إلى المعارضة السورية في سبيل مضايقتهم وتضييق الخناق عليهم. للإشارة، اتهم المغرب الجزائر بطرد نحو 70 لاجئا سوريا نحو أراضيه عبر الحدود، واستدعى السفير الجزائري لطلب استفسار عن الأمر، داعيا الحكومة الجزائرية إلى تحمل مسؤولياتها.