ينتظر الأحد، مثول 16 شخصا تتراوح أعمارهم بين 25 و32 سنة أمام النيابة العامة بمحكمة عين تادلس التابعة لمجلس قضاء مستغانم، على خلفية تورطهم بشكل ثابت في حادثة الاعتداء الخطير الجسدي غير المسبوق الذي راح ضحيته رئيس المجلس الشعبي لبلدية خير الدين عن جبهة التحرير الوطني والتي تبعد بحوالي 8 كيلومترات عن عاصمة ذات الولاية، وتظهر المعطيات الأمنية التي استقتها "البلاد" أمس أن قوات الشرطة مجهزة بفرق مكافحة الشغب نجحت في بادئ الأمر باعتقال 12 متظاهرا بطريقة غير شرعية قبل أن تتمكن من توقيف أربعة آخرين معظمهم شباب خلال مداهمة دوار "بن سي أحمد" الذي كان مسرحا لاحتجاجات عنيفة انتهت بالتعدي على المير الذي نجا من موت محقق حسب روايات شهود عيان نقلوا ذات المعلومات إلى مصالح الأمن، وقد سبب الحادث عجزا طبيا مدته 10 أيام إثر نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى مستغانم ومنحه طبيب المداومة شهادة طبية مدتها 10 أيام لتأثره بجروح غائرة على مستوى العين والوجه والكتف لتعرضه إلى اعتداء بالعصي ومطارق خشبية وحتى آلات صلبة ونتيجة الركل الذي لحقه وسط مجموعة من المشاغبين كانوا قد وضعوا العجلات المطاطية والمتاريس في عرض الطريق الرابط بين الدوار ومقر البلدية، وتبرز المعلومات أن أسباب وقوع الحادث الشنيع جاء في أعقاب حلول المير بالمنطقة محاولة منه لتهدئة الوضع ودعوة المحتجين إلى ضبط النفس مقابل دراسة مطالبهم بجدية والجلوس على طاولة الحوار، الشيء الذي اعتبره المحتجون استفزازا واستخفافا بأرضية مطالبهم التي رفعوها منذ مدة طويلة ولم تر النور لحد الآن. وفي وقت حاول المير الإفلات من دائرة المتظاهرين سارع بعضهم إلى التعدي عليه ضربا مبرحا وإلحاق الأذى به، فيما نجا بعض المنتخبين المرافقين له من اعتداءات مماثلة. وقد نقل بعض الشهود أن الضحية نقل فور وقوع الحادث إلى قسم الاستعجالات الطبية في حالة يرثى لها، وتتوقع بعض المصادر حصوله على شهادة طبية تفوق نصف شهر حالما يتم إخضاعه لطبيب شرعي. في سياق متصل، اطلع وفد عن السلطات الولائية على رئيس البلدية وعديد المنتخبين عن بلديات مجاورة، بينما اعتبرت محافظة الآفلان الحادثة بالعداء الجبان وأصرت على الاحتفاظ بحق المتابعة القضائية في حق المعتدين.