غاب المخرج الفرنسي الشهير ''ألكسندر أركادي'' عن الندوة الصحفية التي كان مقررا أن يعقدها أول أمس ب''فندق السوفيتال'' بالعاصمة لكشف تفاصيل فيلمه الجديد ''فضل الليل على النهار'' المأخوذ عن رواية ياسمينة خضرة تحمل نفس الاسم، وذلك بسبب مشكل في حجز الطائرة، في حين تقرر مبدئيا تأجيل الندوة إلى يوم غد أو بعد غد· ويساهم في إنتاج هذا العمل المشترك بين الجزائر وفرنسا قنوات ''كنال بلوس''، و''فرانس تلفزيون'' و''أورانج تيلي'' والمركز السينمائي الفرنسي، وسيرى النور في غضون السنة الجارية حسب آخر تصريحات القائمين على الفيلم· واختار''أركادي''، وهو مخرج فرنسي يهودي الأصل، أن تدور أحداث مشروعه الفني الجديد حول فترة الثلاثينيات من تاريخ الجزائر إلى غاية الاستقلال بناء على سيناريو ''دانيال سانت أمو''، وهو فرنسي من أصول يهودية من مواليد مدينة معسكر، اقتباسا عن رواية ''فضل الليل على النهار''· وعبر شخصية ''يونس'' الذي عاش وترعرع في مجتمع ''الأقدام السوداء''، أي بين الأجانب الذين ولدوا وعاشوا بالجزائر، أسس هذا ''السيناريست'' نصه الذي سيترجم إلى فيلم مدة عرضه ساعة ونصف من الزمن حسب ما أكده القائمون عليه· وتشكل شخصية ''يونس'' محور أحداث فيلم ''أركادي''، حيث أن الفتى الذي لم يتجاوز سنه تسع سنوات، كان يعيش مع والده المزارع الذي خسر صفقات مالية، فأخذت منه الأراضي التي ورثها عن أجداده· وفي ظل هذه الأزمة يضطر الوالد إلى ترك ابنه ''يونس'' عند عمه الذي ينتمي إلى مجتمع ''الأقدام السوداء'' في إحدى ضواحي وهران، مما افقده احترامه لنفسه بعد تخليه عن ابنه· وساعدت ملامح ''يونس'' من عيون زرقاء ووجه جميل، على تقبله في هذا المجتمع· وبعدما تم ''تعميد'' الصبي في الكنيسة، تحول اسمه إلى ''جوناس''، وكبر مع أصدقائه من المعمرين وأصبح لا يفارقهم أبدا لأنه اكتشف رفقتهم معنى السعادة وتقاسم معهم أحلام المراهقة التي لم تؤثر عليها الحرب العالمية الثانية ولا مشاكل الهوية والعربية·وتتسارع أحداث الفيلم لتظهر لاحقا الفتاة الجميلة ''إيميلي'' التي سحرت ''يونس'' وأصدقاءه الثلاثة بحسنها وأنوثتها، لتبدأ هنا قصة حب ''يونس'' و''إيميلي'' وتكون سببا في ظهور بعض المشاكل بين الأصدقاء الأربعة حول الوفاء والأنانية والحقد، خصوصا أن هذه الأحداث تزامنت مع تصاعد الأصوات المنادية باستقلال الجزائر والتحرر من الاستعمار الفرنسي وتفجير الثورة التي كان ينظر إليها ''يونس'' على أنها حرب دامية يقتل فيها الإخوة، رافضا أن تحطم الصداقة الحميمة التي جمعته مع شباب من ''الأقدام السوداء''· كما رفض أن يتنكر لعمه وزوجة عمه اللذين منحاه كل الإمكانيات من أجل التمتع بحياة هادئة وسعيدة· وفي نفس الوقت لم يكن ''يونس'' يتصور نفسه بعيدا عن ''القيم الأخلاقية'' التي زرعها فيه والده من كرامة وفخر بالأجداد واحترام للتقاليد والتمسك بكلمة ورأي واحد، وهذا ما جعل قصة حبه مع ''إيميلي'' يتهددها الفشل· من ناحية أخرى، طرحت أسماء عديدة للمشاركة في هذا الفيلم من بينها الممثلة الفرنسية الشهيرة ''إيزابيل عجاني'' في دور البطولة، بينما ستصور أحداث العمل في العديد من المناطق الجزائرية مثل ''عين المالح'' بعين تيموشنت، ومشاهد في وهران ومناطق أخرى·