راشدي وحمينة مغضوب عليهما من قبل الرئيس وللإشارة، فإن سيناريو الفيلم الثوري للخضر حمينة الذي يحمل عنوان "غروب الظلال" قد رفض من قبل لجنة قراءة الأفلام، التي طلبت منه تعديله لأنه يحمل حسب رئيس اللجنة السابق "لامين مرباح" تعاطفا مع الجانب الفرنسي، حيث يتحدث العمل عن طريقة إعدام المجاهدين في ثورة التحرير من قبل قوات الاستعمار الفرنسي.وتروي قصة السيناريو مصير أحد المجاهدين، ألقي عليه القبض من قبل قوات الاحتلال، بعدها ينقل إلى الغابة لتنفيذ حكم الإعدام في حقه بالرصاص، ويرسل معه ضابطان، أحدهما برتبة نقيب والآخر ملازم أول، فيحدث الصراع بين الاثنين حول إعدام المجاهد أو تركه طليقا، وهنا يظهر الوجه الإنساني لأحد الضابطين وتعاطفه مع المجاهد، وهذا ما اعتبرته لجنة القراءة تعاطفا مع فرنسا. ويذكر أن خليدة تومي لم توافق على قرار اللجنة برفض السيناريو وردت عليه بتنصيب أحمد بجاوي رئيسا للجنة، بدلا من لامين مرباح الذي كشف أن فكرة الفيلم مستمدة من الفيلم الفرنسي "طاكسي إلى توبرك"، المنتج في الستينيات حول الحرب العالمية الثانية.ولكن محاولات بجاوي بتمرير السيناريو باءت بالفشل، لأنه وحسب المصدر الأول فإن رئيس الجمهورية كان على اطلاع بالقرار الأول للجنة القراءة، وهو ما جعله يرفض دعم الفيلم.وكذلك الأمر بالنسبة للمخرج أحمد راشدي الذي قدم سيناريو فيلمه "كريم بلقاسم"، لكنه رفض هو الآخر من قبل اللجنة الحالية، وأكد مصدرنا أن للأمر علاقة بفيلم "بن بولعيد" الذي لم يكن بمستوى ثورة نوفمبر ولم يرق للرئيس بوتفليقة على حد قوله والذي طلب من المخرج إعادته، وهو ما يوضح رفض الوزارة لسيناريو فيلم راشدي الأخير، دون أن تقدم له توضيحات حول سبب الرفض. كما لم تطلب منه تعديل السيناريو، ما يغلق الباب أمامه في نيل الدعم.ويأتي تحفظ رئيس الجمهورية على منح الدعم للعملين، في وقت تبدي فيه الطبقة المثقفة ولا سيما المخرجين السينمائيين منهم تخوفها حيال الأعمال الثورية المقدمة على مستوى وزارة الثقافة، والتي قد تأتي بمفاجآت غير متوقعة، مثل ما حمله فيلم "كرطوش ڤلواز" لمهدي شارف، المدعوم من الوزارة الوصية، والذي يصور المجاهدين بهيئة الإرهابيين، وكذلك فيلم "البلديون" لرشيد بوشارب الذي يقدم مغالطة تاريخية حول حقيقة تجنيد المغاربة في الحرب العالمية الثانية، وهو العمل الذي يسعى مخرجه في نيل أموال أخرى من الجزائر قصد إتمام جرئه الثاني، يضاف إليهما الفيلم الوثائقي "ما يبقى في الواد غير حجارو"، ليغلق دائرة الأفلام المسيئة إلى ثورة التحرير بأموال جزائرية. كما يترقب الكثيرون فيلم "فضل الليل على النهار"، الذي سيخرجه الفرنسي اليهودي ألكسندر أركادي، والمأخوذ عن رواية ياسمينة خضراء.