توفي صباح أمس الدكتور عبد الله شريط عن عمر يناهز 89 عاما، فيما شيعت جنازة المرحوم الذي زود المكتبة الوطنية بالعديد من المراجع الهامة، بعد عصر أمس بمقبرة العالية بالعاصمة· وشارك الدكتور شريط في العديد من الندوات التلفزيونية رفقة الراحل عبد المجيد مزيان، كما كان مناضلا في الحركة الوطنية، وساهم في التعريف بالقضية الجزائرية من خلال كتاباته في الصحف التونسية إبان الثورة التحريرية· ويحمل الفقيد في رصيده الفكري والأدبي سجلا حافلا من الكتب أهمها ''أخلاق في فلسفة ابن خلدون''، ,1972 و''من واقع الثقافة الجزائرية''، ,1972 و''حوار إيديولوجي حول القضية الفلسطينية والصحراء الغربية''، ,1982 وكتاب ''المشكلة الإيديولوجية وقضايا التعليم في الجزائر'' ·وكانت وزارة الثقافة مؤخرا، قد أصدرت الأعمال الكاملة للدكتور عبد الله شريط في سبع مجلدات، احتوت على كل أعماله الفكرية وكتاباته الفلسفية التي تناقش أهم قضايا الجزائر والأمة العربية· وتكمن أهمية أعمال عبد الله الشريط الكاملة، في كونها تفتح نافذة فكرية على تاريخ الأفكار في الجزائر، كخطوة نحو كتابة محتملة للصراع الفكري والقضايا التي كانت تشغل بال المثقفين الجزائريين· ويرى المراقبون أن ما تركه الدكتور هو مشروع فكري كبير، لكن فكره اختزل، ولسنوات طويلة، في مسألة ''سجالاته الفكرية'' مع الراحل مصطفى الأشرف بخصوص سياسة التعليم والتعريب، رغم أن الرجل لا يستحق كل هذا الاختزال، فهو أسمى بكثير· وبرأي البعض أيضا، فإن هذا الاختزال جعل شريط يتعرض للتهميش والنكران من قبل أنصار الأشرف من ''الفرانكفونيين'' بتهمة الولاء للعروبة وحزب البعث والقوميين العرب· ثم همشه لاحقا المعربون أنفسهم بعدما تخلى عنه الرئيس الراحل هواري بومدين الذي اختار تصور الأشرف ووضع فيه ثقته لفترة وجيزة· كما تعرض الأشرف لنفس التهميش من قبل أنصار المثقفين المعربين، لكن العلاقة بين الرجلين بقيت طيبة وقائمة على علاقة المثقف بالمثقف؛ لا يحكمها سوى روح الاختلاف والنقاش الفكري·