استغرق سعيد سعدي، الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، اليوم، ما يقارب الساعتين ونصف من الوقت، وهو يشتم ويسب وينتقد ويتهم ويهاجم النظام الجزائري والرئيس بوتفليقة والمترشحين للرئاسيات، ومن أسماهم برجال الرئيس ودعاة العهدة الرابعة، وقال النظام فاسد والرئيس فاشل وعاجز، وسخر من ترشح المترشحين للرئاسيات المزمع تنظيمها في 17 أفريل المقبل، وقال إنهم إما لديهم علاقات مع أشخاص في النظام يوزعون عليهم الحصص ولهذا ترشحوا، وإما أنهم "مهابل" على حد تعبيره، وهي كلمة بالعامية الجزائرية تعني "مجانين"، وذهب سعيد سعدي إلى نعت الرئيس بوتفليقة بصفة خاصة والنظام الجزائري عموما بأبشع الصفات وأخطر الاتهامات، محملا إياه مسؤولية كل النكبات التي مرت بها الجزائر منذ الاستقلال. وأوضح سعيد سعدي في ندوة عقدها بمنتدى جريدة ليبرتي، وسط حضور قوي لقدماء الأرسيدي، وكلهم آذان صاغية لخطاب سعدي، أنه "من الأجدر بهؤلاء المترشحين للرئاسيات أن ينسحبوا ويفسحوا الطريق لبوتفليقة ويتركوه يترشح وحده، وينافس نفسه، ويترأس نفسه بنفسه". وانتقد الزعيم السابق للأرسيدي سعيد سعدي، ازدواجية خطاب مولود حمروش وعلي بن فليس حول الرئاسيات المقبلة، ووصفها باللامقبولة، واعتبر ترشح الرئيس بوتفليقة "خطوة إلى الخلف"، وتابع يقول "مع الأسف لا أستطيع أن أكون لا ضد العهدة الرابعة ولا ضد العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، لأن الدستور الجزائري يسمح بتعدد العهدات مدى الحياة، بل أنا ضد اغتصاب الدستور، الذي عدل تحت غطاء البرلمان، سنة 2008، والآن يعرضون علينا الترشح للرئاسيات، في حين أن "اللعب مغلوق"، على حد تعبيره، قبل أن يضيف متهكما "من ينظمها ويشرف عليها ويراقبها هو الذي يزورها، أو كما يقال "حاميها حراميها. وأضاف سعدي "لا فائدة من معارضة أو رفض العهدة الرابعة لأن الدستور يسمح بها، كل ما يمكن فعله في الوقت الراهن هو العمل على التقليل من حجم الخسائر، التي ستتكبدها البلاد بسبب ترشح بوتفليقة وفوزه المحتوم، والعمل على إنقاذ البلاد من انفجار معلن مسبقا". وعندما سئل سعيد سعدي عن سر غيابه عن الساحة الإعلامية والسياسية طيلة سنتين كاملتين، رد سعدي بالقول متهكما "ليس هناك مكان أظهر فيه، فقد منعونا من المسيرات السلمية وغير السلمية، ولا توجد قاعات لنا، ولا يوجد مكان في التلفزة الوطنية، لأن الرئيس يحتل شاشتها من الصباح حتى المساء، كيف تريدونني أن أظهر، كيف تلقون اللوم علي، أم أنكم تريدونني أن أكون مثل ذلك المسكين الذي داسوا على قدمه ثم قال لهم أعتذر لكم أنا الذي وضعت قدمي تحت قدمكم". وبخصوص ما قيل حول الصراع في المؤسسة العسكرية الذي أسال الكثير من الحبر، قال سعيد سعيد "لا يوجد صراع عصب أو أجنحة في النظام، ولا يوجد صراع بين الرئاسة والمخابرات، بل يوجد اختلاف بينهما حول تقاسم الكوطات، وكل ما في الأمر أن كل منهما يرى أن الآخر أخذ أكثر منه". وأضاف "تصريحات سعيداني حول المخابرات لم أسمع مثلها في حياتي، لكن أنبه إلى أن سعيداني لديه كل الحق في المطالبة بحصيلة مصالح الأمن، ونحن بدورنا نطالب بمؤسسة أمنية قوية وقادرة على حماية البلاد ومحاربة الجريمة الإقتصادية، ونرفض أجهزة الأمن الخفية التي تتدخل في كل شيء وفي النهاية، لا تحمي البلاد من شيء". وبخصوص الاتهامات التي أطلقها اللواء المتقاعد بن حديد مؤخرا، قال سعدي" مضمون تصريحات الجنرال المتقاعد بن حديد لا يهمنا بقدر ما يهمنا التنبيه إلى أنه لا يحق للجنرالات المتقاعدين أن يتكلموا باسم زملائهم في المؤسسة العسكرية، لأنهم متقاعدين، ولم تعد لديهم الصفة الرسمية، إما أن يتدخلوا بشكل رسمي باسم الجيش في إطار المهام الدستورية المخولة، وإما أن يتدخلوا كمواطنين ليعبروا عن رأيهم، أو ليصمتوا".