يشرع حزب جبهة القوى الاشتراكية هذه الأيام، في هيكلة مؤسساته الحزبية، في الوقت الذي تشهد فيه الجزائر احتدام الخطاب السياسي في الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل المقبل، حيث يسعى الأفافاس إلى إعادة الهيكلة وفرض البطاقة لكل مناضل في الحزب، إضافة إلى التوصية بمحاولة نشر آرائهم وتوجهاتهم السياسية لتشمل أكبر نطاق من عموم المواطنين. وقد نشَط يوم الجمعة الماضي كل من السكرتير الوطني المكلف بالتنظيم نسيم صادق والسكرتير الوطني المكلف بمتابعة الفيدراليات محمد نبو اللقاء الذي جمع الأمناء الفيدراليين للحزب، شدَدوا من خلالها على ضرورة هيكلة مؤسسات الحزب من خلال فرض البطاقية الوطنية للحزب يتحصل عليها كل مناضل تحمل اسمه وصفته في الأفافاس. وتنص التوصيات على ترقية الوضعية التنظيمية في الحزب من خلال استشراف المستقبل، التي يضعها السكرتير الوطني في هذا المجال. كما خرج هذا اللقاء بضرورة العمل على توسيع المجال الذي يشمل القاعدة النضالية للأفافاس، في خطوة لمحاولة احتواء أكبر قدر من المواطنين، من خلال شرح قرارات الأفافاس وآرائه حول ما تشهده الساحة الوطنية، حيث تم تعبئة الحاضرين على إلزامية العمل على تحقيق هذا الهدف الذي يعمل على اتساع رقعة المناضلين بمختلف نواحي الوطن. ويتم العمل بذلك، من خلال تكثيف الخرجات الميدانية في إطار العمل الجواري الذي يسمح بشرح مواقف الأفافاس للمناضلين والمواطنين. ويعرف هذا التوجه المتخذ من طرف قيادة الأفافاس في الوقت الذي تشهد فيه الجزائر حملة انتخابية للرئاسيات التي اتخذت فيه جبهة القوى الاشتراكية موقفا يقضي بعدم المشاركة وعدم المقاطعة، داعية إلى إجماع وطني، في موقف استغربه البعض، خاصة بعدما تم الإعلان عنه بعد طول انتظار. وتطرح في الآونة الأخيرة تساؤلات عن السر الكامن وراء القرارات التي يتخذها الأفافاس حول مختلف الأحداث السياسية التي تشهدها الجزائر، خاصة مع تراجع خطابها الذي كان يعرف بها أقدم حزب معارض في الجزائر، حيث يبدو أن القيادات الحالية لا يهمها أمر الانتخابات الرئاسية خاصة مع المتأمل بنشاطات الحزب، أين انتقل السكرتير الأول أحمد بطاطاش والقيادي كريم بلول الأسبوع الماضي إلى الأردن من أجل المشاركة في ملتقى الأحزاب المتوسطية الذي دام لثلاثة أيام، بعيدا عن أجواء الرئاسيات وحملتها الانتخابية!