انجلت حالة الغموض بالنسبة لحزب جبهة القوى الاشتراكية، فيما يخص الانتخابات الرئاسية القادمة، بعد أن أجزم أنها ستكون مغلقة ومحسومة النتائج، ”لأن النظام يكون قد اختار مرشحه”، ومستنسخة عن سيناريو رئاسيات 1999 و2004، التي كان رئيس الجمهورية بطلها، وقاطعها الأفافاس على طول الخط. نقطة التحول في موقف حزب جبهة القوى الاشتراكية بشأن الرئاسيات، وعلى لسان السكرتير الأول للحزب، أحمد بطاطاش، حدثت أمس، بمناسبة انعقاد الندوة الوطنية الخاصة بمسارات التحول الديمقراطي، حيث انتقلت من حالة الغموض الذي التزم بها الحزب إلى الرفض، من خلال تأكيد بطاطاش أنه من الغباء السياسي أن نعتقد أن ”نظاما مغلقا” بإمكانه تنظيم ”اقتراع تعددي حر وديمقراطي” في ظرف ثلاثة أشهر. وقال بطاطاش، أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب وإطاراته، إنه من الغباء الاعتقاد بأنه في ظرف ثلاثة أشهر يتم فتح المجال السياسي وإجراء انتخابات تعددية ديمقراطية ونزيهة. وفي نظر المتحدث فإن المؤشرات السياسية الحالية تدل على أن ”الانتخابات الرئاسية ستكون غير بعيدة عن المناخ العام الذي ميز انتخابات 1999 و2004”، مبرزا أن السلطة تكون قد اختارت مرشحها. وفي رده على سؤال ”الفجر” حول الحملة الواسعة التي تقودها الأحزاب والمنظمات الكبرى وفي مقدمتها الأفالان، للدعوة لعهدة رابعة، أوضح بطاطاش، أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون من نفس نمط انتخابات 1999 و2004، وتابع بأن كل حزب حر في دعم من يقتنع به و”نحن في الأفافاس ما يهمنا هو توفير ظروف التنافس الحر والنزيه والانفتاح على جميع المستويات”. وأضاف السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية أن الساحة السياسية الآن مغلقة، ولا يوجد انفتاح سياسي إعلامي ونقابي، حيث تظل الساحة مغلقة ويلازمها المنع التام والمتواصل دون أي تغير إيجابي على أي صعيد، مشيرا إلى أن الهيئة الخماسية للأفافاس ستقوم بالإعلان عن موقفها النهائي مع تحليلها للانتخابات الرئاسية القادمة، في الأيام المقبلة، وواصل أنه رغم هذا الوضع السلبي الذي يميز الأوضاع، يناضل الأفافاس من أجل تحقيق التغيير السلمي والديمقراطي بعيدا عن العنف. وفي نظر الأفافاس، فالجزائر لا تزال تعيش مرحلة انتقالية، ولم تتخلص بعد من هذه الوضعية رغم مرور فترة طويلة عن الأزمة التي عصفت بالبلاد، وذكر أنه منذ سنة 1988 والتعددية التي عاشتها الجزائر لفترة قصيرة والتي كانت متبوعة بتوقيف المسار الانتخابي سنة 1992، الظروف ذاتها المتصلة بالغلق لا تزال قائمة، والحريات لا تزال مصادرة. وفيما يتصل بسلسلة الاستقالات التي عرفتها فيدرالية الحزب ببجاية والبويرة، قال السكرتير الأول للأفافاس، أن ”المناضلين أحرار في الاستقالات كما هم أحرار في الانخراط، نحن في الأفافاس نتبنى لغة الحوار والتشاور، ومن أراد غير ذلك فهو حر ولا يمكننا أن نربطه بالحزب”.