سجل التقرير السنوي لمنظمة فريدوم هاوس الأمريكية عن حرية الصحافة، أن الحريات الإعلامية سجلت تراجعا في مختلف أرجاء العالم خلال عام 2013 خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأبرزت المنظمة الأمريكية أن الجزائر أحرزت لأول مرة "تقدما ملخوظا" بفضل جملة من المكاسب التي حققتها في مجال الممارسة الاعلامية وتمكن عناوين الصحافة من تناول أكثر الملفات التي كانت مدرجة في خانة "الطابوهات" في إشارة واضحة لقضايا الفساد وكذا ملف جهاز "الدي آر آس" الذي سجّل حضورا غير مسبوق بفعل السجال السياسي الذي ميز إرهاصات رئاسيات 17 أفريل المنقضي. وخلص تقرير فريدوم هاوس الذي رصد وضع الحريات الإعلامية في 197 دولة إلى أن هذه الحريات تراجعت إلى أدنى مستوى لها خلال العقد المنصرم. وأشار التقرير إلى أن 14٪ فقط من سكان العالم ينعمون بإعلام حر، والبقية لا تتمتع إلا بإعلام حر جزئيا أو مقيد بشكل مطلق. وقال إن أخطر مناطق العالم للعمل الصحفي حاليا هي سوريا وأن 2٪ فقط من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمتع بإعلام حر، وأن القيود ازدادت عموما على العمل الصحفي الميداني وصحافة الإنترنت. وذكر تقرير تلك المنظمة الأمريكية أيضا أن القيود التي فُرضت على الصحفيين بعد ثورات الربيع العربي أدت إلى تراجع الحريات الإعلامية بالمنطقة. واعتبر التقرير أن الجزائر على رأس الدول التي حققت قفزة لافتة، حيث انتقلت بفضل التحولات التي عرفتها من خانة "غير حرة" إلى خانة "حرة جزئيا". وقال إن مصر شهدت أسوأ تدهور بالمنطقة، حيث تراجعت مرتبتها في مؤشر هذه الحريات إلى ما قبل ثورة يناير جراء الرقابة والقيود، وصولا إلى حبس الصحفيين مثلما هو الحال مع صحفيي الجزيرة. ووصف التقرير الوضع في مصر بأنه يثير القلق لدى الجهات الحكومية وغير الحكومية. وذكرت فريدوم هاوس في تقريرها أن هناك تحسنا في وضع الحريات الإعلامية في كل من الجزائر واليمن وأن الإعلام في تونس حافظ على مكتسبات الثورة. وبخصوص الجزائر التي حلت الأولى مغاربيا من حيث نسبة التحسن، فقد سجلت المنظمة غير الحكومية فتح الصحافة المستقلة والعمومية لملفات كانت مدرجة في خانة "الطابوهات" في وقت سابق، وهي إشارة واضحة للملف الذي طغى على ساحة الجدل السياسي و الإعلامي ألا وهو جهاز الأمن و الاستعلامات وعلاقاته بباقي هيئات الدولة ومؤسسة الجيش في أعقاب التصريحات المثيرة التي كان يجتهد في إطلاقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني وما أثارته من ردود فعل متباينة في المشهد السياسي الوطني والتي وصلت إلى حد تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لوضح حد للجدل. وتصنف "فريدوم هاوس" الدول بمنحها نقاطاً تتراوح ما بين 1 و7 نقاط، وكلما اقتربت النقاط الممنوحة للدولة إلى رقم واحد فإن ذلك يعني تقدمها في مجال الحرية. في حين أنها تشهد تراجعاً في مستوى الحرية كلما اقتربت النقاط التي تحصل عليها من الرقم 7.