أحرزت دول الربيع العربي تقدما محدودا في سقف الحريات، حسب آخر تقرير للمنظمة الأمريكية الحقوقية ''فريدوم هاوس'' نشر أمس، حيث تصدرت تونس الدول العربية في هذا التصنيف متجاوزة كلا من الكويت ولبنان والمغرب، وانتقلت كل من مصر وليبيا من تصنيف الدولة ''غير الحرة'' في 2011 إلى الدولة ''الحرة جزئيًا''، بينما اعتبر التقرير أن سوريا عانت من أسوأ نتائج الربيع العربي. اعتبر التقرير أن أوضاع الحريات في العديد من الدول العربية هذا العام غامضة، مشيرًا إلى انخفاض سقف الحريات في عدة دول هي: ''البحرين، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، عُمان، والإمارات العربية المتحدة''. وذكر التقرير أن المكاسب المحققة في دول الربيع العربي أثارت ردة فعل أحياناً عنيفة من قبل الحكام المستبدين في مناطق أخرى في الشرق الأوسط والتي قادت إلى تراجع في الحرية بالعراق والأردن والكويت ولبنان وسلطنة عمان وسوريا والإمارات. وأشار التقرير إلى أن ليبيا من بين المناطق التي شهدت زيادة في الحرية، وسجّلت خلال عام تقدماً في عدة مجالات لأول مرة منذ 40 عاماً، وقال التقرير ''تواصل ليبيا المعاناة نتيجة غياب السيطرة الحكومية الواضحة على أجزاء كثيرة من أراضيها، وهي مشكلة تفاقمت جراء تصرفات ميليشيات محلية مستقلة وإسلاميين أصوليين''، وأضاف ''لكن في تحد للتوقعات بالفوضى والإخفاق، أجرت البلاد انتخابات ناجحة لتشكيل المؤتمر الوطني العام الذي ضم مرشحين من مختلف الخلفيات الإقليمية والسياسية، أما حرية التعبير والنشاط المدني فلا تزال في طور النمو''. وقبل اندلاع الانتفاضات الشعبية في بعض الدول العربية، أي في تقرير العام 2010، كانت (الكويت ولبنان والمغرب) الدول العربية الوحيدة المصنفة في خانة الدول ''الحرة جزئيا''. وفي العام 2011، انضمت تونس إلى هذه الخانة وتصدرتها بدرجة 3 للحريات السياسية و4 للحريات المدنية الفردية. وفي تقرير العام 2013، انضمت إلى خانة الدول العربية ''الحرة جزئيا'' كل من مصر، التي تساوت مع الكويت ب5 درجات لكل من الحريات ''السياسية'' و''المدنية الفردية''، وليبيا، التي تقدمت على الكويت وصارت تتساوى مع لبنان والمغرب بدرجتي 4 و5 لكل من نوعي الحريات. ويمنح التقرير السنوي الدول درجات تتراوح بين 1، للدول التي يصنفها ''حرة تماما''، و7، للدول ''غير الحرة أبدا''، فيما تحوز لقب ''حرة جزئيا'' الدول التي تتراوح معدلاتها للحريات السياسية والحريات الفردية بين درجتي 3 و.5 وقال التقرير هذا العام إن عدد الدول التي ارتفع تصنيفها حول العالم بلغ ,16 ولكنه اعتبر الرقم متواضعا مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ عدد الدول التي سجلت الحريات فيها تحسنا 28 دولة. وأضاف التقرير أن أكثر المكتسبات للحرية في العالم كانت في مصر وليبيا وبورما وساحل العاج، أما الدول التي شهدت تراجعاً كبيراً فهي كازاخستان وكينيا ومالي ونيجيريا وروسيا وتركيا وأوكرانيا. وقال نائب رئيس قسم الأبحاث في ''فريدوم هاوس''، آرتش بودينغتون إن ''النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى التمرّس المتزايد لدى الحكام الديكتاتوريين الحديثين. حيث يلجأون إلى تشويه واستغلال الإطار القانوني وهم خبراء بتقنيات الدعاية الحديثة''. وأضاف ''ولكن بعد الربيع العربي خصوصاً، هم متوترون وهو ما يفسّر لجوءهم إلى القمع المكثّف لحركات التغيير الشعبية''.