قال تقرير صادر عن المركز الإقليمي للدراسات في القاهرة، إن ليبيا مرشّحة بقوة لتكون نقطة انطلاق تكفيرية، تصدّر العنف إلى شمال إفريقيا، بعدما أصبحت معقلا يضم عددا كبيرا من التكفيريين، والذين يطمحون إلى إنشاء خلافة إسلامية تمتد من دولة موريتانيا إلى مصر. وكشف التقرير الصادر أمس، أن ليبيا تشهد نشاطاً متنامياً للتنظيمات الجديدة، وصل إلى درجة سيطرة بعض الجماعات المتطرفة على مناطق كاملة، حيث أصبحت مدن مثل درنة وسرت وصبراتة، خاضعة لسيطرة هذه التنظيمات بصفة كاملة، وهو الأمر الذي شجع قيادات وزعماء جهاديين على الاستقرار فيها، مثل زعيم تنظيم المرابطين "مختار بلمختار"، المدعو "الاعور"، المسؤول عن عملية احتجاز الرهائن في قاعدة الغاز بتيغنتورين العام الماضي، إلى جانب زعيم جماعة أنصار الشريعة الإسلامية التونسية "سيف الله بن حسين"، المعروف ب«أبو عياض". وأشار التقرير ذاته، إلى أن كافة التنظيمات الإرهابية والكتائب الجهادية الموجودة في ليبيا في الوقت الحالي، منضوية تحت لواء تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بعدما أعلنت ولاءها له وتبنت أفكاره التكفيرية والإجرامية، وتهدف إلى تحقيق مساعيه في السيطرة على شمال إفريقيا والساحل. وأضحت الجزائر، النقطة المحورية، التي تعتبرها التنظيمات حجر عثرة أمام توغلها في المنطقة، خاصة أن الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وجماعة أنصار الشريعة، وتنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، تعد أهم التنظيمات الجهادية التي تنشط في ليبيا في الوقت الراهن، وخطورتها تكمن في ضمها عددا كبيرا من العناصر المنحدرة من دول شمال إفريقيا والساحل، ما يجعلها على دراية بشعابها وخباياها، وقادرة على التوغل عبر حدودها. ويرى التقرير ذاته، أن سيطرة الإسلاميين على المشهد السياسي في ليبيا عقب الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي، واحتلالهم للعديد من المناصب القيادية، ساعد على انتشار التنظيمات الجهادية، بعدما وفروا الغطاء السياسي والدعم المادي واللوجيستي. كما ساعدوا على تأسيس شبكة علاقات مع التنظيمات الجهادية الأخرى في المنطقة مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، محذّرا من تداعيات انتشار التكفيريين، كانطلاق موجة جهادية جديدة في المنطقة من ليبيا، خاصة بعد دعوة زعيم تنظيم المرابطين "مختار بلمختار"، مؤخرا، لتوحيد صفوف التنظيمات الجهادية تحت راية تنظيمه، من أجل تحقيق الهدف السامي في إقامة دولة إسلامية جهادية حدودها من موريتانيا إلى مصر، إضافة إلى دول إفريقية مثل النيجر، هذه الأخيرة التي اعتبر وزير داخليتها، أن التدخل الفرنسي والأمريكي مشروع في جنوب ليبيا، للقضاء على الإرهاب، مما يمكن أن يفتح بابا جديدا سيؤزم الوضع أكثر. وفي السياق، برزت مخاوف دول عديدة من تأثير وجود التكفيريين على اقتصادها، بسبب سعيها إلى استهداف القطاعات الاقتصادية الحيوية الموجودة في المنطقة، كحقول النفط، إضافة إلى اختطاف المواطنين والسياح الأجانب كرهائن، ما يحول دول جلب الاستثمارات. ويتوقع التقرير محاولة تصدير هذه الموجة التكفيرية إلى دول الجوار في شمال إفريقيا، كالجزائر، ثم إلى كل دول العالم الإسلامي، خاصة أنها ترى مشروعها الجهادي هو الوحيد القادر على إقامة الدولة الإسلامية الكبرى، دولة الخلافة الإسلامية.