يحاول تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي و الذي ينشط في منطقة الساحل بقيادة الارهابي الجزائري مختار بلمختار الركوب على موجة الأحداث الحاصلة حاليا في مصر ، من خلال استثمار تعاطف الشعوب العربية و المسلمة مع معارضي الانقلاب العسكري ضد الرئيس السابق محمد مرسي ، و الذين تعرضو للقمع و القتل خلال فض احتجاجاتهم في ميدان رابعة العدوية و باقي ساحات الاعتصام في المدن المصرية. فقد نشرت وكالة أنباء نواكشوط الموريطانية بيانا صادرا عن بلمختار أعلن فيه عن انشاء تحالف جديد تحت مسمى "المرابطون" ، و الذي يتشكل من اتباعه بالاضافة الى ما يعرف بتنظيم الوحدة و الجهاد في غرب افريقيا ، و بحسب البيان الصادر عن هذا الاتحاد الجديد ، فان الهدف الأساسي له يكمن في في توحيد الجهاديين من المحيط الأطلسي الى نهر النيل ، مما يجعل شمال افريقيا كتلة واحدة من أجل مكافحة "الحملة الصهيونية ضد الاسلام و المسلمين . و يضيف بيان "المرابطون" أن التنظيم يسعى "لمحاربة القوى العلمانية التي ترفض كل ماله علاقة بالقيم الاسلامية ، و الذين أيدوا القمع الذي يتعرض له الاخوان المسلمون في مصر حاليا". و بحسب ما أورده بيان التنظيم فان قائد الفرع في منطقة الساحل بلمختار لا يسعى الى قيادة التشكيل المسلح الجديد ، حيث جاء في البيان أن القائد سيكون غير جزائري الجنسية ، لم يحدد التنظيم هوية من أعطيت له مهمة القيادة ، لكنه أكد أنه لا يزال يعمل تحت سلطة و الهام القيادة العالمية لتنظيم القاعدة المتمثلة أساسا في الزعيم العالمي للتنظيم أيمن الظواهري. ويقرأ المراقبون لنشاطات التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل التي فقدت الكثير من مناطق نفوذها و سيطرتها بعد التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي ، بأنه يأتي لاعادة تسليط الضوء عليه مجددا ، عبراستغلال الأحداث الجارية في مصر لاسترجاع الصورة التي كانت منتشرة عن تنظيم القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، حيث كانت قطاعات واسعة من الشعوب الاسلامية ترى فيه نصيرا للشعوب المستضعفة. و على الصعيد الشخصي لمختار بلمختار ، فانها تدخل ضمن استراتيجيته في نسج نسج علاقات مع الجماعات المسلحة في مناطق شمال افريقيا ، مستفيدا من تجربة القتال في شمال مالي، حيث شارك أفراد من عدة دول اقليمية بجانب الإرهابي الجزائري ضد القوات المالية والفرنسية، عاملا يصب لصالحه و يظهر مدى استحقاقه استحقاقه منصب القائد في المنطقة، كان فرصة لنيل ثقة الإرهابيين القادمين من دول أخرى، وهو ما نجح فيه بالفعل. و كانت صحيفة "ذي ايكونوميست" البريطانية كشفت شهر جوان الماضي أن طموحات بلمختار القيادية لم تعد محصورة في منطقة شمال إفريقيا، بل اتجهت نحو مناطق أعمق في القارة، وامتدت إلى غربها عبر توثيق الاتصال مع جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، وفي شرقها من خلال "جماعة الشباب المجاهدين" الصومالية.