قد لا تأتي المحاكمة الغيابية التي بدأت امس في باريس لبطل أكبر فضيحة فساد في تاريخ الجزائر بأي جديد ، فتفاصيلها أصبحت معروفة و متداولة على نطاق واسع في الاعلام على مدار السنوات السابقة ، و ستعيد الى الواجهة عددا معتبرا من نجوم الفن و الاعلام و حتى السياسة ، ممن استهوتهم حياة الترف و السهرات الباذخة التي كان ينظمها بنحو متواصل الفتى الذهبي في الشواطىء الأزورية الخلابة بأموال تعب في جمعها آلاف من الجزائريين ، في تأمين مستقبلهم و أبنائهم ، و لم يكونوا يتصورون أن مصيرها هو التبديد في الطرف الآخر من البحر المتوسط. فيلا "باغاتال" العالم الوردي للفتى الذهبي سيكون اسم الفيلا المسماة "باغاتال" الموجود في مدينة "كان" السياحية الفاخرة ، من الأماكن الأكثر ذكرا في أطوار محاكمة عبد المومن خليفة ، حيث تبلغ قيمتها 35 مليون أورو ، و تم تأثيثها ب 2 مليون أورو حتى تكون في مستوى الميلياردير الصاعد في عز مجده. و ككل المعاملات التي قام بها خليفة ، لم تسلم عملية اقتناء المنزل الفخم و تجهيزه من الفساد ، فبغض النظر عن الطرق المشبوهة في نقل الأموال من الجزائر ، كانت هناك شبهات في طريقة عقده صفقة الشراء ، حيث دخلت في ملف تحقيقات القضية التي أجراها القاضي الفرنسي المعين في هذا الصدد عام 2007. حيث تم رحيل الخليفة من فرنسا الى بريطانيا ، بيع الفيلا الفخمة بنصف ثمنها تقريبا أي ب 16 مليون أورو ، تلقى 3 ملايين منها عبر شيك في مطار هيثرو بلندن. سهرات الأثرياء بأموال "الزاوالية" المطلع على قصص الحفلات عبد المومن خليفة و التي ستعود تفاصيلها و "نجومها" الى الواجهة مع بدء محاكمة في نانتير ، يخيل له أنها مقتبسة من سهرات الف ليلة و ليلة الخرافية ، لاسيما الحفلة الأشهر التي اقامها "الغولدن بوي" بتاريخ 3 سبتمبر 2002 ، و التي بلغت تكلفتها 20 مليون أورو ، التي هي في ألأصل اموال ودائع مواطنين و شركات جزائرية في "الخليفة بنك" ، وزعها لاقامة ديكور مقتبس من هوليوود خصصه لاستقبال ضيوف من نجوم الغناء و التمثيل و حتى من السياسيين ، استهوتهم البذخ الغير المحدود للمياردير الشاب. القائمة الطويلة التي كشفت عنها وسائل الاعلام الفرنسية شملت المغني البريطاني "ستينغ" وزوجته و باتريك براول ، آندريا بوسيلي ، بونو ، ريكي مارتن ، ميلاني غرفيت ، باميلا آنديرسون ، لوك بيسون ، جيرارد ديبارديو ، كاترين دينوف ، و ايرفي بورجي و السياسي الفرنسي في الحزب الاشتراكي جاك لانغ. و حسب ما نشرته وسائل الاعلام الفرنسية فان كل هذه القائمة من النجوم و المشاهير ، تم التحقيق معهم من طرف قاضي التحقيق في السنوات التي تلت افلاس الملياردير و فراره الى بريطانيا. كاترين دونوف .. مدام دليلة الفرنسية ! رغم كثرة قصص عبد المومن خليفة مع البذخ و تبديد الأموال في فرنسا ، الا أن قصصه مع الممثلة كاترين دونوف كانت الأكثر تداولا في الاعلام ، نظرا للامتيازات التي حضيت بها من طرف الملياردير ، الذي كان دائما يحرص على حضورها مختلف الفعاليات و المناسبات التي كان يقيمها في فيلته ، أو في باقي الاقامات الفاخرة . و حسب ما سربه الاعلام الفرنسي عن محاضر التحقيق ، فان مساعد الخليفة الذي يرمز له ب "محمد سي" ، أكد للمحققين أنه تلقى من عبد المومن ظرفا بريديا طلب منه تسليمه شخصيا الى الممثلة الشقراء ، و كان يتضمن مكافآت مالية نظير مشاركتها في احدى الحفلات التي أقامها. و يروي نفس المتحدث أن العملية تكررت في مرات عدة احداها مقابل حضور دونوف المباراة الودية التي جرت بين المنتخب الوطني الجزائري و نادي أولمبيك مرسيليا ، حيث سلمها مبلغ 40 ألف أورو نقدا نظير بقائها لمدة لا تتجاوز الساعتين في مدرجات الملعب. لكن القصة الأكثر اثارة في تلاعب الخليفة بأموال الجزائريين هو دعوة الخليفة للممثلة الفرنسية الى عشاء لوقت جد قصير مقابل مبلغ قارب 100 ألف أورو ، وصفها الاعلام الفرنسي بأن ابتسامات دونوف تعتبر الأغلى ثمنا في العالم ، بعد المكافأة الضخمة التي تلقتها في مقابل توزيع البعض منها بحضور بطل أكبر فضيحة فساد في الجزائر. لكن الدفع النقدي لم يكن هو الطريقة الوحيدة في مكافآت الفتى الذهبي ، حيث منح للممثل الفرنسي جيرار ديبارديو استعمال طائرته الخاصة الفاخرة في التنقل من مرسيليا الى نيو يورك بالولايات المتحدةالأمريكية . و هذه مجرد أمثلة لما بدده بطل أشهر فضيحة في تاريخ الجزائربفرنسا رفقة مشاهير الفن و السياسة، و التي ستعود للتداول اعلاميا هذه الأيام مع بدأ المحاكمة الغيابية له هناك و التي ستجر الكثير من هؤلاء الى المحاكم كشهود و حتى كمتهمين في القضية التي لاتزال تنتظرها محاكمة أخرى حضورية في الجزائر.