في الجزائر، هناك نقاش سياسي جاد حول مشاورات الدستور، لكن عامة الشعب منشغلة بمباريات المونديال، وكانت منشغلة أكثر بقصة إنسانية هزت قلوب الملايين منهم. ويتعلق الأمر بقصة الطفل "ليث" الذي سرقته امرأة لا تنجب، من مستشفى قسنطينة أياماً قليلة بعد ولادته، لكن حملة إعلامية كبيرة كانت كفيلة بكشف مكان الطفل ليث، وتفاصيل هذه السرقة. وفي تفاصيل القصة التي انتهت فصولها، أمس الجمعة، بالعثور على الطفل ليث، فقد ذهبت أم الطفل ووالده لعلاجه في المستشفى بعد أيام قليلة من ولادته، من مرض اليرقان (البوصفاير)، واستلزم إبقاؤه هناك للعلاج، لكن بعودة الأم لزيارة ابنها الوليد لم تجده، وهناك بدأت المعاناة الإنسانية الأليمة. وعمد والدا الطفل ليث إلى الحديث مع وسائل الإعلام، صحفاً وتلفزيونات، بحثاً عن الطفل ليث، وفي هذه الأثناء كانت السارقة التي لم تحدد هويتها بعد قد انتقلت به إلى ولاية سكيكدة. ولاحقاً تدخلت وزارة الصحة، وفصلت ستة عمال يعملون حراساً في المستشفى، لكن الإعلام طلب معاقبة كبار المسؤولين على هذه الفضيحة والفاجعة. وتحركت مصالح الأمن لتتبع خيط القصة، حتى وصلت إلى أن السارقة هي امرأة في عقدها الرابع، وتشتغل في وكالة عقارية، وقد تواطأ معها زوجها الموجود في حالة فرار من مصالح الأمن.. المثير أيضاً أن قصة الطفل ليث جندت مئات الجزائريين ليخرجوا في مسيرة مطالبين سارقيه بإرجاعه إلى والديه. والمثير أيضاً أن 10 آلاف شخص حضروا لحظة عودة الطفل لوالديه بعد 17 يوماً من الغياب.