كانت السهرة الثامنة لمهرجان ''جميلة'' العربي في طبعته السادسة مغاربية بامتياز؛ حيث امتزج فيها الفن الجزائري والمغربي في صورة كسرت جميع الحواجز السياسية المعروفة بين البلدين. ومثل الجانب الجزائري فرقة ''الفردة'' من بشار؛ فيما كانت الفنانة الشهيرة لطيفة رأفت سفيرة الأغنية المغربية. وتواصل الحضور الكبير للجماهير التي تعودت على صنع أجواء حماسية كبيرة منذ السهرة الثالثة؛ فرغم تأخر اعتلائها الركح الأثري إلا أنها استطاعت إرضاء الجماهير الحاضرة، فاختارت أن تكون البداية بأغان من ألبومها الجديد ''أمي''؛ وهي الأغنية التي أدتها لأول مرة في مهرجان ''مراكش'' وأعيد أداؤها ب''جميلة''. وأشارت لطيفة إلى أنها كانت تنوي تدشين عرض ألبومها بالجزائر وبالضبط بمهرجان ''جميلة''؛ غير أن ظروفا حالت دون ذلك، لتواصل الفنانة عرض روائعها؛ لكن هذه المرة بالعودة إلى الأرشيف، حيث أدت مجموعة من الأغاني أبرزها ''واش أداني'' و''مغيارة'' و''توحشتك بزاف'' التي كانت أغنية ثنائية جمعتها بالفنان الجزائري محمد لمين ليثار حولها مؤخرا جدل كبير بسبب الأزمة التي حدثت بين الطرفين بسبب نسب الأغنية؛ لكن ذلك لم يكن عائقا لتحقيق النجاح الذي كان منتظرا منها. من ناحية أخرى، كانت فرقة ''الفردة'' من بشار بدورها حاضرة، حيث أدت الطابع ''القناوي'' و''الصحراوي'' و''الشعبي'' الذي تشتهر به، فغنت للوطن وللرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنشدت للفرح ولرمضان بصورة صوفية. وما زاد من روعة الفرقة هو لباسها التقليدي الذي دخلت به؛ ما جعل الجمهور الحاضر يقف ليصفق طويلا..ليفسح المجال بعدها لطبوع جزائرية أخرى على غرار ''الراي'' و''الصحرواي'' و''السطايفي'' تحمل توقيع كل من ''الشاب بلال'' و''الشاب يزيد'' و''الشاب نجيم''.