وجّه أنصار الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم يوم الخميس 26 جوان، رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باعتباره رئيس الحزب، يشتكون إليه فيها من سيطرة "الشكارة" و«رجال المال الفاسد" على مفاصل الحزب وتحكمهم في القرارات والمواعيد المصيرية للحزب، مما شكل تزاوجا بين المال والسياسة أصبح يمثل خطرا على مستقبل الحزب والدولة، حسب ما كشفت عنه مصادر مؤكدة من القياديين الحزبيين المعارضين لسعداني، محملين في رسالتهم المسؤولية الكاملة إلى الممارسات التي يقوم بها عمار سعداني منذ تزكيته خليفة لبلخادم إلى يومنا هذا، ويشتكون فيها من الأحداث والظروف التي مرت بها الدورة العادية التاسعة للجنة المركزية المنعقدة يوم الثلاثاء الماضي بفندق الأوراسي بالعاصمة بسبب القيادة السياسية الحالية للحزب قيادات بارزة من المشاركة في الأشغال. من جهته، ألقى سعيد بوحجة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني اللوم على أعضاء اللجنة المركزية الذين رفضوا حضور دورة اللجنة المركزية يوم الثلاثاء في الأوراسي قائلا "بعض الأعضاء أرسلنا لهم دعوة ولكنهم رفضوا الدخول، وفوق ذلك لم يعتمدوا طرقا سياسية هادئة لمعالجة القضايا الحضارية من خلال الحوار"، مذكرا أنه منذ تنصيب سعداني، عكف هذا الأخير على دعوة معارضيه للحوار ولكنهم قابلوا كل دعواته بالرفض، وهذا سلوك غير سياسي وغير حزبي".واعتبر بوحجة عدم حضور معارضي سعداني في الدورة دليل كاف وحجة دامغة على أن الأغلبية ليست معهم، ودليل على أنهم أقلية يحاولون بكل الوسائل غير القانونية إبراز وجودهم للرأي"، مضيفا "الحديث عن المؤتمر الاستثنائي ضرب من الخيال وهذه هي الحقيقة، الآن انتهت أغنية عقد دورة استثنائية لقد نصبت اللجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر العاشر الجامع، لإعادة بناء الحزب بناء صحيحا والمحافظة عليه وضمان دوره الريادي لإيصال الفكر النوفمبري للأجيال القادمة". وفي رده حول احتمال لجوء خصوم سعداني إلى عقد دورة موازية للجنة المركزية، أوضح بوحجة أن اللجنة المركزية انتهت، ومهما يمكن الأمر لا يمكن عقد لجنة أخرى، وبالتالي تنصيب اللجنة ووضع حد لكل الأقاويل المشككة في الشرعية، بل إن الدورة الأخيرة للجنة المركزية عززت قطب الشرعية". وتابع يقول "لا يمكن للمعارضين الآن لا عقد دورة استثنائية للجنة المركزية ولا مؤتمر استثنائي للحزب، لأن الأمين العام للحزب هو الوحيد الذي يحق له استدعاء المؤتمر الاستثنائي والحصول على رخصة لعقده، وفي جميع الأحوال لا يمكن عقد مؤتمر استثنائي للحزب قبيل شهر أو شهرين من المؤتمر العادي، ولم يبق أمام المعارضين سواء الانخراط في العمل الإيجابي مع سعداني"، مضيفا "إذا كانوا يزايدون علينا ويعتبرون أنفسهم الأقدم والأولى بالقيادة في الحزب، نقول لهم بأن هناك مناضلين ومجاهدين أقدم منكم في القيادة مع سعداني". وبخصوص المناوئين الذين لم يشاركوا في الدورة الأخيرة للجنة المركزية، قال بوحجة "عددهم يمثل أقلية داخل الحزب، والأقلية لابد عليها أن تنصاع لرأس الأغلبية وتلتف حول قوانين الحزب وتعمل من أجل إنجاز المشاريع التي تحقق الوحدة، داعيا كل هؤلاء المعارضين إلى العودة عن الطريق الذي سلكوه، لأنه غير قانوني، وغير إيجابي، والتقيد بالسلوك الذي حددته قوانين جبهة التحرير الوطني". وكشف سعيد بوحجة في اتصال ب"البلاد"، عن أن المكتب السياسي للحزب سيعقد اجتماعا هذا الأسبوع من أجل الشروع في تنفيذ قرارات الدورة التاسعة للجنة المركزية المنعقدة الأسبوع الفارط، التي قال بأنها كانت ناجحة بكل المقاييس، سواء من حيث المشاركة الواسعة أو من حيث المحتوى، وذلك من خلال دراسة كل النقاط المدرجة في جدول الأعمال، والمتمثلة في تقرير الأمين العام، ومقترحات تعديل الدستور، والتقرير المالي، إضافة إلى تنصيب اللجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر العاشر"، مؤكدا أن "المناضلين يعلقون آمالا كبيرة لحل كل قضايا الحزب العالقة منذ المؤتمر التاسع". وأكد بوحجة أن المؤتمر العاشر سوف يكون مؤتمرا لجمع الشمل وتوحيد الصفوف وحل كل الإشكاليات التي بدأت منذ المؤتمر التاسع تراكمات، موضحا في هذا الإطار أن الخلافات والمشاكل داخل الحزب بدأت منذ المؤتمر التاسع وليس منذ تزكية عمار سعداني أمينا عاما". وقال بوحجة إن الدورة العادية المنعقدة يوم الثلاثاء الفارط والتي تعتبر آخر دورة قبل المؤتمر العاشر مهدت الطريق، ولم تبق أي عوائق أمام الحزب للذهاب إلى المؤتمر العاشر، وذلك من خلال تنصيب اللجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر العاشر الذي يعتبر كل أعضاء اللجنة المركزية أعضاء فيها والتي ستنكب على دراسة كل المشاريع التي ستطرح على المؤتمر من أجل توحيد الصفوف والذهاب إلى مؤتمر جامع، مسؤول، ويلم الشمل ويهدئ الأوضاع، ويتيح للحزب العمل بمناهج وأساليب جديدة، مضيفا "لا أحد يمكنه أن يقف في طريق اللجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر العاشر".