يعد شهر رمضان فرصة لا تعوض في باقي أشهر السنة للعبادة واكتساب الأجر والثواب، كما يعد هذا الشهر الفضيل فرصة للكثيرين للاسترزاق وكسب قوت يومهم، نساء ورجالا، حيث يتجه الكثيرون ومنذ بداية رمضان الى مهن تقتصر على هذا الشهر فقط. يعد الديول والزلابية وقلب اللوز وحتى الحشائش كالمعدنوس والقصبر والفريك من أهم المواد التي تكثر التجارة بها خلال أيام الشهر وتعد المصدر الرئيسي لاكتساب قوتهم. تجولنا في يعض أسواق العاصمة فلاحظنا كثرة باعة هذه المواد على اختلاف فئاتهم العمرية وسألناهم عن هذه المهن ما إذا كانت تشكل مصدر رزقهم الرئيسي. السيد "ن.ن" في 29 من العمر يبيع الديول في إحدى الأسواق ببلدية الجزائر الوسطى، يقول إن والدته وأخته هما من تقومان بصنعها وهي المصدر الرئيسي لدخل العائلة خلال شهر رمضان فقط لأنه خلال الأشهر المتبقية من السنة يشتغل كنادل في أحد المطاعم الشعبية. يقول إنه لا معيل للعائلة سواه وهي لا تكفي لتعيش حياة كريمة لكنها تغنينا عن الجوع أو مد اليد إلى الغير. أما السيد "م.ي" في الأربعينات من العمر فاستأجر محلا يشتغل في باقي الأيام السنة كمطعم للوجبات السريعة لبيع الزلابية وهو يعتبرها المهنة الأكثر ربحا في رمضان والتي تسد احتياحات عائلتة. السيد "ف.ع" بائع حشائش كالقصبر والنعناع والمعدنوس والفريك يقول إن الزبائن يكثرون في شهر رمضان عكس باقي أيام السنة وهو يعتمدها كإعانة لأن منحة التقاعد لا تكفيه. وما يلفت نظر المارة في مختلف شوارع العاصمة وأسواقها هو الأطفال الذين لا يتجاوز سن السادسة عشرة يبيعون المطلوع والديول. اقتربنا من بعضهم فسألناهم عن سبب اتجاهم الى الأسواق بدل الراحة خصوصا أنهم في موسم اصطياف، فكان إجابة جلهم أنهم خلال أيام العطلة يتجهون الى العمل لإعانة أسرهم خاصة أن شهر رمضان لهذه السنة تزامن مع فصل الصيف الذي تكثر فيه المصاريف والمناسبات مما يجبرهم على العمل لمساعدت أهاليهم بدل الراحة التي لم يعرفوا معناها بسبب أعباء الحياة وهم ليسوا من الفئة المعنية بالراحة.