يستغل معظم الشباب مناسبة حلول شهر رمضان الكريم لممارسة نشاط تجاري موسمي بالاشتراك مع بعضهم البعض أو كل على واجد يختار مشروعه، حيث تتغير صور كل الأحياء الشعبية، وتصبح تعج ب»الطاولات« لعرض مختلف المواد والمستلزمات الرمضانية • ويبدأ التحضير لهذه »المشاريع« أسابيع قبل حلول الشهر الفضيل، ويبدأ الإنجاز قبل ثلاثة أيام، ليتم الشروع في عملية البيع في اليوم الأول من شهر الصيام، فترى هذا يبيع موادا غذائية، والآخر أنواع العصائر، وفئة أخرى تعرض الديول والحميصة، وآخرون يتفننون في عرض حلويات قلب اللوز والزلابية، فيما اختار العديد من الشباب هذا العام تخصص طاولات بيع الحشيش والمعدنوس، نظرا لتهافت الناس على هذه »النبتات «. وتتحول طاولات النشاط التجاري تلك إلى خيمات في الفترة الليلية بعد أن يقوم أصحابها بعرض قلب اللوز والزلابية، والشاي والمكسرات، والهدف الأسمى من كل هذا هو الكسب الحلال بدل اللجوء إلى الأساليب غير المشروعة لربح بعض المال. وفي هذا الصدد حدثنا العديد من الشباب الذين اعتادوا مزاولة هذه التجارة المناسباتية، حيث يقول بلال: »أنا طالب جامعي في السنة الثالثة حقوق اعتدت القيام بهذه التجارة الخاصة فقط بشهر رمضان وهي فترة أكون في عطلة دراسية صيفية، لذا أستغلها لبيع صينيات قلب اللوز والشاربات حيث يشاركني في مشروعي الصغير صديقي بالحي مناصفة بالمال لنقوم قبل أيام قليلة بطلبنا لصنع صينيات قلب اللوز من إحدى جارتنا بالحي والتي من جهتها تقوم بالإعداد لصنع هذه الصينيات ثم نحضر مكاننا المعتاد لكل سنة لوضع طاولتنا في الحي وبهذا نكون قد وفرنا مصروف الدخول المدرسي بشراء مستلزماته كما أننا نساهم في المصروف العائلي خاصة أن الشهر يحتاج لمصاريف كثيرة«.أما فيصل فيقول: »إن رمضان بالنسبة لي هو شهر عبادة وشهر استرزاق في آن واحد ليس شهر الكسل والنوم لساعات طويلة، فأنا شاب ليس لي عمل مستقر، ففعلى مدار السنة أقوم بعدة أعمال مختلفة في مجال لبناء والصبغ، أما في شهر رمضان فهو شهر مناسب بمواده الرمضانية المطلوبة جدا، فأحاول التنويع في طاولتي كالديول، الحمص، الحشيش المعدنوس، وهذا فيما يخص في الفترة الصباحية أو في الفترة الليلية أي في السهرة فأقوم بتحويل طاولتي إلى خيمة أوفر فيها البقلاوة وقلب اللوز والكوكاو والشاي لشباب الحي، ولا أكذب عليكم القول فهذا العمل رغم أنه لا يدوم إلى 30 يوما إلا أنه يحقق لي أرباح تسمح لي بشراء كل مستلزمات عائلتي، فهو شهر خير بالفعل، كما أني بعد هذا الشهر أرتاح لعدة أيام وأبقى دون أي عمل لأني قد وفرت كمية من النقود أقوم بصرفها لعدة أيام«. أما عن إبراهيم فيحدثنا عن الموضوع: »أنا شاب بطال وفي هذا الشهر استغل فرصة بحث بائعي محلات المرطبات والزلابية والمواد الغذائية لعاملين إضافيين لكثرة عملية البيع والشراء، فأتحصل على عمل كبائع وأقوم خلال الشهر بهذا العمل لأوفر به قوتي اليومي«.