تناولت وسائل إعلام عربية وعالمية أمس، أنباء عن وجود شبكة من الجواسيس الأمريكان التابعين ل''وكالة الاستخبارات الأمريكية'' بمنطقة الساحل الإفريقي، في وقت تشهد فيه المنطقة نشاطات مكثفة لأعضاء ما يعرف ب''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وحسب ما نقلته جريدة ''دار الخليج'' الإماراتية، في عددها الصادر أمس، فإن العملاء الأمريكيين يرتدون ملابس الأفارقة وتدربوا على لغة وتقاليد المنطقة، كما قاموا بتلوين وجوههم باللون الأسمر المميز لسكان المنطقة. وأكدت المصادر ذاتها، أن من بين الجواسيس، توجد أمريكيات يلبسن ملابس موريتانية ويجبن الصحراء، متحملات الحرارة والعواصف الرملية، في سبيل الحصول على بيانات ومعلومات عن السكان المحليين وأنماط عيشهم. ويركز العملاء الأمريكيون-حسب نفس المصدر- على اتباع أسلوب عناصر ''القاعدة'' في شمال مالي، حيث قام الجواسيس ببناء شبكة من العلاقات القوية مع بعض شيوخ القبائل وكبار التجار المتنقلين في المنطقة من أجل استقاء أكبر قدر ممكن من المعلومات بخصوص المكان. وشهدت المنطقة في الفترة الأخيرة تكثيف كل من الفرنسيين والأمريكيين لتحركاتهم الاستخبارتية، خصوصا بعدما أصبح عناصر ''القاعدة'' يستخدمون أراضي الساحل لخطف الرهائن الأوروبيين، وهو ما يعزز الطرح الأمريكي الرامي إلى إيجاد موطئ قدم له في المنطقة عبر اقتراحه المتمثل في مشروع ''أفريكوم''. ويرجع المراقبون للشأن الأمني في الساحل خلفيات التكالب الأجنبي على المنطقة، إلى كونها تحوي ثلاثة ملفات هامة، تتعلق أساسا بقضية الطوارق، القضية الصحراوية، بالإضافة إلى ملف الطاقة، حيث تشير تقارير الواردة بهذا الخصوص إلى أن المنطقة غنية بثروات طبيعية كبيرة منها النفط واليورانيوم. تجدر الإشارة إلى أن العملية العسكرية الموريتانية الأخيرة، والتي أدت إلى مقتل سبعة عناصر من ''تنظيم القاعدة'' وكذا إعدام الرهينة الفرنسي جيرمانو، قد تمت بناء على معلومات استخباراتية قدمت من طرف وكالة الاستخبارات الأمريكية، وهو ما يؤكد التغلغل الاستخبراتي الأجنبي في منطقة الساحل الإفريقي.