أكدت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج العربي وشمال إفريقيا جانيت ساندرسون، أول أمس، أن الإدارة الأمريكية لا ترى مانعا في قيام دول الساحل الإفريقي وعلى رأسها الجزائر بمحاربة ما يعرف ب''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' دون تدخل أجنبي.وأضافت ساندرسون، في تصريحها لجريدة ''الحياة'' اللندنية خلال تواجدها بلندن لمناقشة جملة من القضايا مع الخارجية البريطانية، أن واشنطن على أتم الاستعداد لتقديم جميع المساعدات اللازمة التي من شأنها أن تساهم في القضاء على هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن هذه الدول، على غرار الجزائر، تفضل خوض غمار هذه المعركة بنفسها دون الحاجة إلى تدخل قوات أجنبية. من جهة أخرى أبدت النائبة الأمريكية قلقها للوضع الأمني بمنطقة الساحل الإفريقي، مشيدة في الوقت نفسه بتجربة الجزائر الرائدة في هذا المجال، إذ اعتبرت أن الجزائريين ومن خلال جهودهم على امتداد سنوات وكذا التضحيات المؤلمة التي تكبدوها والصعوبات الجمة التي واجهوها قد نجحوا في القيام بعمل جيّد في التصدي لظاهرة الإرهاب. وترى ساندرسون، في تحديدها لطبيعة العلاقة بين تنظيم القاعدة في الموجود في شمال إفريقيا والمتواجد بالخليج العربي، أن الفرعين مختلفان من حيث مصادر التمويل وكذا مصادر التجنيد، مثنية في السياق ذاته بالجهود المعتبرة التي تبذلها دول المنطقة وعلى رأسها الجزائر لوضع حد لامتداد هذه الظاهرة. وصرحت النائبة، بخصوص الإجراءات التي تقوم بها واشنطن لمواجهة ''تنظيم القاعدة'' في الساحل الإفريقي، بأن الإدارة الأمريكية قد سطرت برنامجا خاصا بالمنطقة يسمى ''ترانس ساحل''، حيث يتم من خلاله تكثيف الاتصالات مع القاعدة العسكرية الأمريكية لإفريقيا والمعروفة اختصارا ب''أفريكوم'' وكذا التنسيق مع السفارات الأمريكية في المنطقة بهدف تقديم المساعدة الضرورية للدول المهددة بهذه الظاهرة. من جهة أخرى، حل أمس المدير الرئيسي للالتزام العالمي في البيت الأبيض، براديب رامامورثي، بالجزائر في زيارة تستغرق أربعة أيام يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين ورجال الأعمال. وتندرج هذه الزيارة، حسب بيان السفارة الأمريكيةبالجزائر، في إطار الجهود التي يبذلها الرئيس باراك أوباما لتحسين علاقات الولاياتالمتحدة مع العالمين العربي والإسلامي ولتعزيز الشراكات الاقتصادية.