رفضت المصالح المختصة عبر الولايات السماح بأداء صلاة عيد الفطر في الملاعب والساحات العمومية، بعد أن بادرت مجموعة من الأئمة في عدد من مساجد الجمهورية بتقديم طلب إلى السلطات المعنية للسماح بتأدية شعيرة صلاة العيد خارج المساجد. وحسب ما أوضحته مصادر ل«البلاد" فإن السبب الرئيسي الذي يقف خلف عدم منح التراخيص للأئمة الذين طالبوا بتأدية صلاة العيد في الملاعب أو الساحات العمومية، يتمثل في عدم توفر شروط السلامة وتحقيق الأمن للمواطنين المصلين، كما أن مصالح الأمن على المستوى المحلي لم تتلقى الضوء الأخضر من المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة الداخلية والجماعات المحلية للترخيص بتأدية الصلاة خارج المساجد، كما أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لم تسمح للأئمة حسب المصدر ذاته بطلب تراخيص من مصالح الأمن أو البلدية والولاية للخروج إلى الملاعب والساحات العمومية لأداء صلاة العيد. من جهة أخرى، كشف الأمين العام لنقابة الأئمة، جلول حجيمي، أمس في اتصال ب«البلاد"، أنه سيسعى للوساطة مع المصالح المعنية بهذا الملف "حتى تسمح بأداء صلاة العيد في الملاعب والساحات العمومية"، أو ما يصطلح على تسميته فقهيا "المصليات"، مشيرا إلى أنه "في حال توفرت شروط الأمن" فإن تأدية الصلاة خارج المسجد "أفضل" باعتبارها سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وحاول حجيمي طمأنة السلطات العمومية بأن خروج المسلمين للشارع لتأدية شعيرة صلاة العيد "لن تكون له تبعات"، حيث قال "من يصلون العيد هادئون" في إشارة واضحة إلى عدم حدوث فوضى أو خروج الأمور عن السيطرة. وفي هذا السياق، دعا المتحدث مصالح البلدية وحتى الولاية للمساهمة في تهيئة الساحات العمومية والمصليات لتسهيل مأمورية الصلاة خارج المساجد، من خلال تحضير الأمور التقنية من أفرشة ومكبرات الصوت وتكثيف الأمن في أماكن التقاء جموع المصلين، وشدد حجيمي على أن سماح السلطات العمومية بأداء الصلاة خارج المساجد يعطي المواطن شعورا بأن دولته ترعاه من الناحية الدينية. من جهة أخرى، رفض حجيمي التهويل من أمر منع السلطات الأمنية منح تراخيص لأداء صلاة العيد في المصليات، ورجح أن يكون ذلك راجعا لتخوف السلطات العمومية من فتح هذا الباب ليتم تحويله إلى أمور أخرى، كما قد تكون لمصالح الأمن معطيات لا يملكها الأئمة. للإشارة، فقد تم إلغاء ومنع صلاة العيد في المساحات العامة سنوات التسعينيات وبداية الأزمة الأمنية، خاصة مع إمكانية استغلال المساحات والصلاة من أصحاب الخطاب الديني المتطرف خدمة لأغراض مشبوهة، غير أنه رغم تحسن الظروف الأمينة بشكل ملحوظ ورفع حالة الطوارئ التي كانت قد منعت صلاة الأعياد في الساحات العمومية، يبقى المنع مستمرا.