قال السفير المصري الجديد بالجزائر عمر ابو عيش، إن بلاده تعول كثيرا على وعود الجزائر وتعهداتها برفع الواردات من غاز البوتان الذي تصدره إلى مصر خلال المرحلة المقبلة لسد حاجيات مصر من الطاقة قبل فصل الشتاء لسنة 2015، في انتظار إتمام اللمسات النهائية لصفقة الغاز الطبيعي بين البلدين. وقال السفير المصري الجديد في تصريحات إلى "وكالة أنباء الشرق الأوسط" قبل مغادرته القاهرة نحو الجزائر، لتسلم مهامه سفيرا لمصر بالجزائر، إن بلاده في المرحلة القادمة تنتظر أن تفي الجزائر بوعودها خاصة في مجال الطاقة والتعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين، حيث قال في هذا السياق هناك دوراً كبيراً ملقىً على عاتق "مجلس الأعمال المصري - الجزائري" لفتح الأسواق وتنفيذ مشروعات مشتركة فى كافة المجالات. وأشار إلى أن التعاون بين البلدين في مجال الطاقة يعد ضمن الأولويات الرئيسية، كاشفا في هذا الإطار، عن أن مصر وجهت دعوة إلى وزير الطاقة يوسف يوسفي لزيارة القاهرة لإنهاء الترتيبات الأخيرة لصفقة الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن الجزائر تعهدت أيضا برفع صادراتها إلى مصر من غاز البوتان خلال المرحلة المقبلة بنسبة 50 بالمائة ليبلغ 1.5 ملايين متر مكعب سنوياً، معتبرا في موضوع آخر أن اللقاءات الأخيرة للمجلس في مصر عكست التوجه لتعريف رجال الأعمال في البلدين بفرص الاستثمار المشترك، مشيراً إلى أن الاستثمارات المصرية في الجزائر تبلغ حالياً 6 ملايير دولار فقط وهو الرقم الذي لم يعد يرضي القاهرة. كما اعتبر السفير المصري الجديد في تصريحاته أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الجزائر كأول دولة عربية يزورها بعد توليه الرئاسة دليل قوي على أهمية وثقل الجزائر ودورها المحوري في المنطقة، وتعكس مدى العمق الأستراتيجي بين البلدين والحرص على تعزيز التعاون في كافة المجالات. أما عن الوضع الأمني بالمنطقة، فقد أكد سفير مصر الجديد بالجزائر عمر أبو عيش أن الفترة القادمة ستشهد خطوات لوضع أسس لشراكة حقيقية مكتملة الأركان بين البلدين، من خلال الإعداد الجيد للدورة السابعة للجنة العليا المشتركة، وتذليل أية عقبات قد تكون قائمة أمام زيادة الاستثمارات، داعياً إلى زيادة التنسيق حول الشأن الليبيي، حيث قال أبو عيش رداً على سؤال بشأن مدى تطابق رؤى مصر والجزائر على ضرورة حل الأزمة الليبية بالطرق السلمية ورفض التدخل الأجنبي، قال السفير أبو عيش إن "هناك حدوداً مشتركة شائعة للبلدين مع ليبيا، ولابد من زيادة التنسيق السياسي والأمني بين مصر والجزائر". وشدد المتحدث ذاته على أن "العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين تعطي إطاراً لتطوير العلاقات في مختلف المجالات الأخرى، لاسيما في ظل الظروف الحالية التي تمر بها الأمة العربية وما تشهده الساحة الإفريقية أيضا من تطورات، كما أن للبلدين دوراً كبيراً في إطار عدد من المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها أجندة التنمية لما بعد 2015، حيث شهدت تنسيقاً متميزاً في ظل الإعداد لموقف عربي وإفريقي موحد في هذا الشأن".