يشتكي سكان جل أحياء ومشاتي بلدية بئر حدادة الواقعة جنوب ولاية سطيف من ندرة المياه الصالحة للشرب، حيث تحول الى هاجس حقيقي يؤرق حياتهم اليومية وحولها الى كابوس، وهذا راجع الى انخفاض منسوب المياه من جهة وعدم ترشيد استعمال هذه المادة التي يهدر جزء هام منها في سقي الأراضي بدل الشرب، وهذا ما جعلهم يستنجدون بصهاريج الخواص، رغم توفير البلدية لأربعة صهاريج لإسعاف المواطنين، خاصة شمال هذه البلدية الذي يعد الأكثر تضررا حتى أن عمق الأنقاب بلغ بها حوالي 350 مترا دون الوصول إلى الماء. ولعل الأزمة قد اشتدت مع توقف عدد من الأنقاب نهائيا عن ضخ الماء، على غرار نقب "سيدي صالح" و"أولاد وصيف"، في حين انخفض كثيرا منسوب ما تبقى من أنقاب على غرار نقب "سيد اللافي" وغيره، هذه الأزمة بدورها أثرت كثيرا على ميزانية البلدية التي غالبا ما تصرف على الماء، التي تنتظر حلا جذريا من قبل المسؤولين، خاصة في ظل تخوف الفلاحين على مستقبل فلاحتهم. وتحصي المنطقة حوالي 4000 بيت بلاستيكي، تنتج في مجملها مردودا وفيرا من الخضر، وهم يطالبون بمنحهم رخصا استثنائية للتنقيب عن الماء خاصة أن هذا النوع من الرخص مجمد في كل البلديات. في حين يطالب سكان حيي"مرابط" و "شوار" بتعبيد الطرقات التي تعاني من الاهتراء الشديد خاصة أثناء تساقط الأمطار، إذ يضطر هؤلاء السكان للمشي في الأوحال، الأمر الذي يجعل العمال والتلاميذ على حد سواء يصلون إلى مناصب شغلهم وأماكن مزاولتهم للدراسة في حالة يرثى لها، كما يواجه سكان قرية الضواوقة اهتراء الطرقات وغياب شبكة الصرف الصحي. وقد دق السكان ناقوس الخطر في أكثر من مناسبة، بعد تدهور الأوضاع البيئية، جراء تراكم أكوام الأتربة ومخلفات الأشغال الجارية ناهيك عن الغبار المتصاعد من المحاجر المجاورة، وذلك بتسجيل العديد من حالات الربو وضعف التنفس خاصة لدى الأطفال، رغم الحملات التطوعية التي يقوم بها السكان بين الحين والآخر، في محاولة منهم لتنظيف وتجميل المحيط. معاناة السكان لم تنته عند هذا الحد، بل تجاوزته إلى انعدام الإنارة العمومية، الشيء الذي جعلهم يعيشون يوميات يطبعها الظلام الحالك، فانتشار الكلاب الضالة ليلا والتي باتت خطرا على المارة. بالاضافة الى هذا يشكو العديد من أحياء بلدية بئر حدادة من غياب التوصيل بالكهرباء، حيث يعيش السكان حياة بدائية في ظل افتقارهم للكهرباء، إذ يعتمدون على الوسائل التقليدية كالشموع وغيرها، أما البعض ممن حالفه الحظ فقد لجأ إلى إيصال خيوط كهربائية من بيوت الأحياء المجاورة دون مراعاة مخاطر هذا الربط العشوائي على حياتهم، خصوصا بالنسبة للأطفال الصغار. وبخصوص مشكل النقل، يعاني أغلب مواطني قرى ومشاتي البلدية من ازمة النقل بين مناطقهم وعاصمة البلدية ويتفاقم هذا المشكل أثناء ذهاب وإياب العمال والمتسوقين، والسبب في ذلك انعدام كلي لسيارات الأجرة وحافلات النقل الجماعي فكل ما هو موجود في البلدية من وسائل النقل والسيارات يعتبر غير مرخص له، الأمر الذي جعلها تختفي كلما علم أصحابها أن في الطريق حاجزا أمنيا وقد أصبحت هذه الأزمة الانشغال الأساسي الذي يطرحه سكان المنطقة على المسؤولين المحليين، ولهذا فإن سكان بلدية بئر حدادة يعربون عن تذمرهم واستيائهم من صمت الجهات الوصية تجاه طلباتهم المتكررة ويطالبون بالاستجابة لمطالبهم من أجل وضع حد لمعانتهم.