أثارت تصريحات رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري بشأن ضرورة بقاء الجيش الأمريكي في العراق لعشر سنوات، ردودا عراقية وأميركية، وفي موضوع ذي صلة وصل إلى بغداد جيفري فيلتمان -مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى- ليبحث مع المسؤولين العراقيين موضوع تشكيل الحكومة الجديدة. فعلى المستوى السياسي قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن تصريحات زيباري وجهة نظر شخصية، مؤكدا أن سياسة الحكومة هي أنه لن يبقى أي جندي أميركي بعد عام .2011 وأصر الدباغ على أن القرارات يتخذها السياسيون رغم احترام وجهة نظر العسكريين، واصفا القرار بشأن الانسحاب بأنه ''نهائي''. وعلى المستوى العسكري الأمريكي قال المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق الجنرال ستيف لانزا ؟ردا على تصريحات زيباري- إن ''قوات الأمن العراقية تقف في المقدمة لتتولى مسؤولية الأمن الداخلي، وهي قادرة تماما على توفير الأمن الداخلي''. وأضاف أن العراق يبني بسرعة قدرات تقليدية للدفاع ضد التهديدات الخارجية كل يوم، وهناك الكثير من العمل الذي يجب أن يتم قبل نهاية المهمة الحالية للقوات الأمريكية في ديسمبر .2011 وبحسب الجدول الزمني المقرر فإن القوات الأمريكية ستنهي عملياتها القتالية في العراق نهاية الشهر الحالي، كجزء من الاتفاقية الثنائية بين واشنطن وبغداد، التي تنص أيضا على مغادرة جميع القوات الأمريكية العراق بحلول نهاية .2011 وكان زيباري قد أعلن أن القوات العراقية لن تكون قادرة تماما على تولي الملف الأمني قبل عام ,2020 وستكون بحاجة للدعم الأمريكي حتى ذلك الحين. وأضاف زيباري -في مؤتمر صحفي عقد لتقييم جاهزية القوات العراقية بعد الانسحاب الأمريكي- أنه يتوجب على السياسيين إيجاد أساليب أخرى لتعويض الفراغ بعد عام 2011 موعد الانسحاب. وقال ''في هذه المرحلة الانسحاب يسير بشكل جيد لأنهم (الأمريكيين) ما زالوا هنا لكن المشكلة ستبدأ بعد ,2011 ويجب على الساسة إيجاد سبل أخرى لملء الفراغ''. وأعرب عن اعتقاده بضرورة بقاء الجيش الأمريكي عشر سنوات أخرى حتى ''تكامل الجيش العراقي''، على حد قوله. من جهة أخرى بدأ جيفري فيلتمان زيارة إلى العراق يبحث فيها مع المسؤولين العراقيين قضية تشكيل الحكومة الجديدة. وكان فيلتمان قد صرح في لقاء صحفي سابق بأنه لا خوف من حدوث فراغ أمني في العراق، رغم الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومة العراقية، واستمرار الاستعدادات الأمريكية للانسحاب من البلاد العام المقبل. كما أشار المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أيضا إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تلقى أنباء جديدة بشأن تشكيل حكومة جديدة بالعراق من نائب الرئيس جوزيف بايدن والسفير في بغداد كريستوفر هيل. وأوضح المتحدث أن هيل قال إن الجهود مكرسة لدعم القادة العراقيين والانتقال إلى حكم مدني داخل العراق، مضيفا أن الأمريكيين يتفهمون أن هذه ''ليست عملية هينة'' وأن مراوحتها لمدة ستة أشهر لا تعني شيئا.