تواصل السلطات العراقية جهودها الرامية إلى تسلم المهام الأمنية من القوات الأمريكية في جميع المحافظات العراقية في مسعى لفرض سيطرتها على كامل التراب العراقي. وفي هذا السياق عقد وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم العبيدي لقاءا أمس مع أعضاء لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي بالعاصمة بغداد تم خلاله مناقشة جاهزية الجيش العراقي لاستلام المسؤوليات الأمنية في كل المحافظات العراقية. ويأتي هذا اللقاء في الوقت الذي تواصل فيه القوات العراقية استلام المهام الأمنية من نظيرتها الأمريكية في المحافظات المتبقية حيث ينتظر أن يستلم الجيش العراقي المهام الأمنية في محافظة الأنبار الغربية منذ اليوم. وقال اللواء محمد العسكري المستشار الإعلامي بوزارة الدفاع العراقية إن قوات بلاده أنهت استعداداتها لتسلم الملف الأمني في محافظة الأنبار غرب البلاد. وكان من المقرر أن تتسلم القوات العراقية مهامها في محافظة الأنبار نهاية شهر جوان الماضي لكن العملية تأجلت بعد ان اعترفت القوات الامريكية بخطر المقاومة وعدم قدرة القوات العراقية على الاضطلاع بمهمة ضمان الأمن في هذه المحافظة المعروفة بمقاومة سكانها للاحتلال الامريكي. للإشارة فإن القوات العراقية تسيطر حاليا على عشر محافظات من بين 18 محافظة وستكون الأنبار المحافظة ال11 التي تتسلم ملفها الأمني. وتواصل الحكومة العراقية مساعيها لاستلام الملف الأمني في كامل العراق في الوقت الذي يستمر فيه الجدل بشان الاتفاقية الأمنية التي تسعى واشنطن إلى إبرامها مع بغداد بهدف تحديد طبيعة التواجد الأمريكي في العراق بعد انتهاء التفويض الأممي في 31 ديسمبر القادم. فقد نفى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إجراء أي تعديل على أعضاء الوفد العراقي المكلف بإجراء المفاوضات مع الجانب الأمريكي بخصوص هذه الاتفاقية. وقال أن هناك ارتباك كبير حدث بسبب تسريبات إعلامية حول تغير أعضاء الوفد. وأكد الوزير العراقي أن الوفد أنجز مهمته على أكمل وجه بحيث تم التوصل إلى مسودة اتفاق واعتبر ما تبقى قرارات سياسية فقط ليست من اختصاص المفاوضين الفنين. وليس ذلك فقط فقد نفى رئيس الدبلوماسية العراقي الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام حول وجود خلافات بينه وبين رئيس الوزراء نورى المالكي بسبب هذه الاتفاقية واصفا علاقته بهذا الأخير ب" الممتازة" . وجدد زيباري حرص الحكومة العراقية على التوصل الى اتفاقية مع واشنطن تحترم السيادة العراقية فوق أراضيها. وقال "الحكومة متفقة فيما بينها وليس هناك انقسامات بشأن الاتفاقية الأمنية مع أمريكا" . وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن الأسبوع الماضي انه مع حلول 2011 لن يبقى جندي أمريكي واحد فوق التراب العراقي في إشارة واضحة إلى أن الاتفاقية تضمنت جدولا زمنيا لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. ولكن الإدارة الأمريكية ربطت إنسحاب قواتها بتحسن الأوضاع الأمنية في العراق وهو ما ترك لبسا حول بنود هذه الاتفاقية. ويبدو أن الحكومة العراقية مصرة على الإمساك بزمام الأمور في هذا البلد الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال منذ حمس سنوات. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية إن قوات الجيش العراقي تسلمت أمس رسميا من القوات متعددة الجنسيات مسؤولية حماية معسكر "أشرف" الذي يضم منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الايراني في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة بغداد. وقال اللواء محمد العسكري "أن مسؤولية الجيش العراقي تتمثل في توفير الحماية للمعسكر فقط حيث ستقوم الوحدات العسكرية العراقية بحماية المعسكر وتنظيم عملية الدخول والخروج إليه" . وأضاف أن الوزارة لا تتدخل بالجوانب السياسية التي تتعلق بوجود المعسكر أو وجود المنظمة كون هذا الأمر متروكا للسياسيين العراقيين أو للسلطة التشريعية وأن عمل وزارة الدفاع يقتصر على توفير الحماية فقط".