يحضر صباح هذا الجمعة بقاعة "الموڤار" في العاصمة، المخرج العالمي محمد لخضر حمينة، العرض الشرفي الأول لفيلمه الروائي" غروب الظلال"، والى جانبه أبطال العمل السينمائي "لوران هانكان" و"سمير بواتار" و"نيكولا بريديه". وتتلخص أحداث هذا الفيلم الذي كتب نصه المخرج نفسه وأنتجته الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي بدعم من وزارتي الثقافة والمجاهدين، في الفترة المحددة بتاريخ 1958 حيث يتحصن الرائد "سانتوناك "بقلعته المنيعة في قلب العرق الكبير ليشن معركته الشرسة. فبالنسبة له الجزائر وفرنسا واحد. حينئذ يصل الجندي "لامبير"، الذي حظي بالحماية منذ أن كان في باريس. فيراه "سانتوناك" كالمرض الخبيث الذي يدب في أوصال الجسد المعافى. ويجعل شغله الشاغل أن "يكسر خشم هذا الغِرّ الجاهل". وهو إذ يعذّب خالد إنما يسلط أشد أنواع العذاب على "لامبير". خالد هو ابن الصحراء المتمرد على الظلم الاستعماري والذي يحارب من أجل صون كرامته كرجل حر. خلال إحدى عمليات "الإعدام بإجراءات موجزة" رفض "لامبير" أن يعدم خالد وذهب إلى حد تجريد المقدم من سلاحه ثم فرّ صوب الصحراء. ليبدأ فيلم طريق أشبه بالجحيم. وبمعزل عن هذه الصفحة السوداء من كتاب التاريخ، يواجه هؤلاء الرجال مصيرهم مترنحين بين قناعاتهم وشكوكهم في فوضى حرب الجزائر. ويشارك في بطولة هذا الفيلم الى جانب الممثلين المذكورين أعلاه كل من مهدي تهمي في دور الرقيب "بيكار"، ومبارك مروان منصوري في دور المدرس "بيرنار مونتييل"، وأكرم جغيم في دور جلول وآخرين. وولد محمد لخضر حامينة في السادس والعشرين 1934 بالمسيلة وهو مخرج ومنتج وكاتب سيناريو وممثل جزائري. زاول دراسته بفرنسا ثم التحق في العام 1958 بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية بتونس خلال حرب الجزائر. تابع تدريبا عمليا في إعداد الأخبار التونسية قبل أن يُبتعث إلى مدرسة براغ للسينما FAMU حيث تخصص في التصوير. غداة الاستقلال أنشأ الديوان الجزائري للأخبار الذي تولى إدارته منذ 1963 وإلى غاية 1974. في العام 1981 تولى إدارة الديوان الوطني للتسويق والصناعة السينماتوغرافية إلى حين مغادرته منصبه في العام 1984. وبعد أن اقتنص جائزة العمل الأول في العام 1967 عن فيلمه "ريح الأوراس"، نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" في العام 1975 عن أشهر عمل له وكان بعنوان "وقائع سنين الجمر". وقد أخرج الفنان أربعة أفلام طويلة أخرى هي حسان طيرو، وديسمبر، والعاصفة والصورة الأخيرة. وخلال مسيرته المهنية، أنتج محمد لخضر حامينة وشارك في إنتاج ما يربو على الثلاثين فيلما من قبيل "زاد لكوستا غافراس" أو "لحفل لإيتوري سكولا".