قوافل طبية تجوب الصحراء للتحسيس بخطورته وسبل الوقاية منه أطلقت الجزائر حملة واسعة للوقاية من فيروس إيبولا القاتل انطلاقا من المناطق الجنوبية، خصوصا الحدودية مع دول عرفت ظهور الفيروس مثل مالي، وذلك في سبيل إخطار المواطنين بخطورته وسبل الوقاية منه، وهي مهمة صعبة، بالنظر إلى طبيعة المنطقة وسكانها الذين يمثل اغلبهم البدو الرحل الذين لا يعترفون بالحدود بين الدول، هؤلاء تم إيفاد قوافل طبية تابعة لمديرية الصحة لإبلاغهم بخطورة الفيروس والاحتياطات التي يجب أن يتخذوها لتجنبه، مع توزيع مطويات تحوي تعليمات وقائية، وأرقام هواتف للتبليغ عن أي حالة يشتبه فيها. وكشف مصدر من أقصى الجنوب ل "البلاد"، أن الجزائر أعلنت حالة الاستنفار في المناطق الجنوبية بشكل جدي، خصوصا الحدودية منها على غرار بلدية تيمياوين التابعة لبرج باجي مختار بولاية أدرار، والتي تفصلها بضع كيلومترات عن الأراضي المالية التي أعلنت عن تسجيل ما يزيد عن 7 حالات إلى غاية الآن توفي منها 5، حيث تم تنظيم يوم دراسي حول الوقاية من إيبولا من قبل المؤسسة الاستشفائية برقان والمؤسسة الوطنية للصحة العمومية بتيمياوين ببرج باجي مختار في 17 ديسمبر الجاري، والذي نشطه أطباء أخصائيون وخبراء، قصد توعية المواطنين بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الفيروس، خصوصا وأن سكان المناطق الحدودية غالبا ما يتنقلون إلى دول الجوار قصد التجارة أو لروابط عائلية، مما يجعلهم الأكثر عرضة للخطر، يأتي هذا في وقت بدأت فيه الحكومة تشعر بحجم الخطر المتربص بها، بعدما أصبح ايبولا على الحدود الجزائرية، مما يستدعي دق ناقوس الخطر وتوفير الإمكانيات اللازمة لمواجهته. وتشهد المناطق الجنوبية، نقصا كبيرا في المعدات الاستشفائية والمراكز المتخصصة، حيث تحوز برج باجي مختار الحدودية مع مالي، على مؤسسة عمومية وحيدة للصحة الجوارية. فيما لا يزال مشروع مستشفى 60 سريرا قيد الإنجاز. فيما تعرف مناطق أخرى كتين زاواتين وعين ڤزام نقصا كبيرا هي الأخرى، ما يفسر اعتماد السكان الاعتماد على التداوي بالطرق التقليدية، لكن في حالات الأوبئة والفيروسات الخطيرة فقد يتحول الوضع إلى كارثة. وكان مدير البحث في المناعة بالمركز الاستشفائي الجامعي لمدينة ليون الفرنسية، البروفيسور كمال صنهاجي، قد أكد منذ أيام، أن الجزائر ستجد نفسها قريبا في مواجهة فيروس ايبولا، باعتبارها محاذية لدول إفريقية تعرف انتشار المرض ودول أوروبية أيضا، محذرا من أنها لا تملك الخبرة اللازمة لمواجهة الأوبئة لأنها لم تعرفها من قبل، داعيا إلى ضرورة إنشاء مراكز خاصة لهذا الغرض. وكشف ممثل الصحة العالمية بالجزائر، باها كيتا، عن وجود 16000 حالة إصابة بفيروس إيبولا من بينهم 5738 لقوا حتفهم في 9 دول إفريقية من بينها سيراليون، غينيا، مالي وليبيريا، في حين توجد 850 حالة تحت الرقابة، ما يستدعي تمويل المخابر للإسراع في إيجاد لقاح مضاد، محذرا من أن القبائل الافريقية هي الأكثر عرضة للإصابة.