أوقفت مصالح أمن مطار محمد بوضياف بقسنطينة أول أمس، جيلالي حجاج رئيس فرع شفافية دولية بالجزائر، حين كان يهم بالسفر إلى مرسيليا الفرنسية للمشاركة في ملتقى دولي حول الرشوة والفساد المالي وطرق الحد من انتشارهما، وذكرت مصادر مطلعة ل''البلاد'' أن قرار الاعتقال جاء على خلفية توجيه تهمة له بالضلوع في قضية تبديد أموال عمومية· وحسب حرم حجاج، فإن زوجها تعرض للاعتقال على خلفية ما اعتبرته ''موقفه من هيئة مكافحة الرشوة التي أنشأت مؤخرا للحد من ظاهرة الفساد وتعقب المفسدين خاصة في المجال المالي، وهذا بعدما أضحت فضائح الفساد ونهب المال العام تنخر كبريات المؤسسات الاقتصادية والبنكية وآخرها الفضيحة التي هزت أركان شركة سوناطراك·وقالت حرم حجاج إن مصالح الأمن التي اعتقلت زوجها لم تكن على علم بسبب الاعتقال شأنها شأن زوجه الموقوف الذي من المفترض أن يكون قد عرض أمس على وكيل الجمهورية للنظر في إحالته على الحبس المؤقت أو منحه الإفراج· ورجحت المتحدثة التي أكدت جهلها بالأسباب المباشرة لاعتقال زوجها، احتمال أن يكون هذا الأخير قد دفع بحسبها ضريبة مواقفه من الآلية التي استحدثتها الدولة لمكافحة الفساد في إشارة إلى المرصد الوطني لمكافحة الفساد·ولم تفوت السيدة حجاج التي تحدثت أمس لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية قياس ما يحدث لزوجها بما حدث للمدير عام لجريدة ''لوماتان'' سابقا محمد بن تشيكو عقب رئاسيات 2004 الذي لم يكن أكثر نظافة ونزاهة من الذين انتقدهم بحيث تبين أن الرجل لم يكن يدفع حتى اشتراكات مستخدميه لدى الضمان الاجتماعي وغيرها من الأعباء· وفي هذا السياق اعتبرت زوجة حجاج أن بن تشيكو كان ضحية مواقفه السياسية المعادية للرئيس بوتفليقة دون أن تذكر إلى جانب ذلك أن هذا الأخير سجن لأسباب جنائية حين ضبط وهو يحاول تهريب سندات مالية نحو الخارج، وهو الأمر الذي يعاقب عليه القانون وكان وراء سجنه لمدة عامين كاملين·