يقول بعض الشباب عن حُسن نية أن أصحاب الكريسماس ولتسمحوا لي بأن لا أسميهم نصارى ولا مسيحيين لأنهم وبشهادة الكثير من قساوستهم المهتدين ليسوا من النصرانية الصحيحة القديمة ولا من المسيح عليه السلام في شيئ لا يحتفلون بأعيادنا حتى نحتفل نحن بأعيادهم ، فهل يعني هذا أنهم لو إحتفلوا بعيد الأضحى أو عيد الفطر إحتفلنا نحن بعيدهم؟ لا طبعا، بل حتى وإن صاموا شهر رمضان وصلوا معنا التراويح فلن يجعلنا ذلك نحتفل بعيد يقول أهله أنه يوم ميلاد إبن الله ، فعيدهم هذا يتعارض مع ما نؤمن به، لذلك لا يجب أن نشاركهم فيه لا بالإحتفال معهم ولا بتقليدهم ولا بتهنئتهم. وقد يقول قائل لمَ لا نهنئهم بعيدهم إحتراما للأديان على إختلافها؟ والجواب واضح، لا يمكن أن نحترم مسيحية المسيحي ولا يهودية اليهودي ولا بوذية البوذي ولا هندوسية الهندوسي ، لأن الأمر لا يتعلق بمجرد إختلاف في وجهات النظر والأذواق ، الأمر لا يتعلق بكوني أفضل الشاي وغيري يفضّل القهوة، المسألة مسألة حق وباطل ، والشعوب التي تسمى "غربية" وهي تسمية غير دقيقة بالمناسبة عند إطلاقها على غير المسلمين بهذه الطريقة مهما كان المعنى المقصود بها ، فإن كان يقصد بها الجهة الجغرافية ففي الغرب مسلمون وغيرهم وفي الشرق مسلمون وغيرهم وفي كل جهات الأرض مسلمون وغيرهم، وإن كان يقصد بها الجانب الحضاري فإسهام المسلمين في هذه الحضارة كبير جدّا وفي كل المجالات من العلوم إلى حقوق الإنسان ولا يمكن تخصيص مفهوم "الغرب" ليشمل غير المسلمين فقط بل ولا يوجد ما يمنع الغربي من أن يكون مسلما أو يمنع المسلم من أن يكون غربيا مالم تتعارض غربيته مع الإسلام، هذه الشعوب تعرف جيّدا أهمية وخطورة الفرق بين الحقّ والباطل في كثير من شؤون حياتها وإن كانت لا تعرفه في شأن الدين، فهي تعرف أنّ العدالة والتفتح والتسامح والنظام والخضوع للقانون حقّ وتفرّق جيّدا بينها وبين باطل الظلم والعنصرية والفوضى ولا تطلب من نفسها أن تحترم الظالم، ولا العنصري ولا المستبدّ ولا المخالف للقانون. هناك من يقول أيضا ما العيب في أن نحتفل معهم بميلاد نبي نؤمن به مثلما نؤمن بموسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وكما نؤمن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن هذا اليوم الذي يحتلفون به ليس يوم ميلاد أي نبي، إنه يوم عيد الشمس الوثني القديم الذي أدخله رهبان النصرانية المحرّفة ليصبح عيدا لمن إتبعوهم ، وقد كذّب كثير من القساوسة ممن اهتدوا للإسلام ومن غيرهم أن يكون شهر ديسمبر هو شهر ميلاد المسيح كما تزعم الكنيسة كما أن في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ما يدحض هذا الزعم حيث تقول الآية الكريمة في سورة مريم:"وهُزِّي إليك بجِذعِ النخلةِ تُساقِط عليكِ رُطبًا جَنِيًّا"، والرطب الذي أكلت منه مريم عند ولادة نبي الله وعبده عيسى عليهما السلام لا ينضج في الشتاء وإنما في الصيف ، وما هذا اليوم إلا ما انتقل إلى دين أصحاب الكريسماس المحرّف من الوثنية، فعلى أي شيئ نهنئ أصحاب هذا العيد، أنهنئهم على إتباعهم للوثنية بعد تحريفهم دينهم، أم نهنئهم على قولهم أن الله ثالث ثلاثة ونحن أصحاب "قُل هو الله أحد، الله الصمد، لم يَلِد ولَم يُولد، ولم يكُن لهُ كُفُؤًا أَحَد".