تقهقرت أسعار النفط أمس الثلاثاء إلى مستويات منخفضة جديدة لم تسجلها منذ خمس سنوات ونصف السنة، مواصلة خسائرها بعد أن هبطت تحت سعر ال 52 دولارا مع اشتداد المخاوف من تخمة المعروض العالمي. وسجل مؤشر القياس لخام برنت في بورصة العقود الآجلة بلندن سعرا ب51.23 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ ماي 2009. وفي الساعة 14.30 دقيقة بعد الزوال بتوقيت الجزائر سجل السعر04. 52 دولارا بانخفاض 2.05 دولارات، فيما سجل الخام الأمريكي هبوطا قياسيا جديدا تحت عتبة الخمسين دولارا بعد أن نزل إلى 48.47 دولارا وهو أقل سعر منذ أفريل 2009 ويواصل أكبر منتجي النفط "السعودية والدول الخليجية" رفضهم فكرة تخفيض لمواجهة انحدار الأسعار. بالموازاة مع ذلك، تسارع إنتاج الولاياتالمتحدةالأمريكية من النفط الصخري، كما قامت روسيا والعراق برفع إنتاجهما من النفط الخام مما ساهم في زيادة الضغط على الأسعار، بجانب ورود إشارات لضعف القطاع الصناعي في أوروبا والصين وإلى ذلك أيضا أظهرت البيانات الأمريكية تراجع وتيرة الأنشطة الاقتصادية في القطاع الصناعي، حيث يشكل أي ضعف في هذا القطاع في تراجع الطلب على النفط مما يساهم في هبوط الأسعار، وقال بيارني شيلدروب كبير محللي السلع الأولية لدى "إس.إي.بي" في العاصمة النرويجية أوسلو "لا تبدي السعودية بادرة تراجع.. المخزونات تواصل ارتفاعها وعلاوة سعر التسليم الآجل على سعر التسليم الفوري في ازدياد." ورغم أن السعودية قد رفعت من سعر البيع لشحنات نفطها الموجهة إلى آسيا غير أن بعض المحللين يقولون إن خفض سعر الشحنات المتجهة إلى أوروبا من جهة أخرى يبرز حرص المملكة الشديد على حماية حصتها السوقية مما يطمئن المضاربين في الأسواق الدولية. وتدفع المؤشرات الحالية، مع انتهاء تسليمات فصل الشتاء والانطلاق في تسليمات شهر مارس، المتتبعين إلى توقع إمكانية بلوغ أسعار النفط سقفا قياسيا جديدا، وهو 50 دولارا للبرميل، وهو سعر لا يسمح من الناحية النظرية، في حال استمراره، باستغلال العديد من الحقول للمحروقات غير التقليدية، ويساهم في التأثير بصورة كبيرة جدا على البلدان المصدرة بما في ذلك الكبيرة منها والشركات أيضا التي بدأ البعض منها في الإعلان عن توقيف أو إلغاء جزء من استثماراتها لسنة 2015 على غرار "كونوكو فيليبس" و«كونتينونتال ريسورز"، في وقت أعلنت المجموعة الأمريكية المستقلة "ايغل حيثرجي" المتواجدة بولاية تكساس بالخصوص، عن توقيف حفر آبار جديدة للمحروقات غير التقليدية بسبب انهيار أسعار النفط.