-فوز السبسي في الرئاسيات كان متوقعا -لسنا حركة إخوانية وعلى القيادة الحالية الرحيل حاوره بتونس: إسلام. س تحدث عبد الفتاح مورو أبرز قياديي حركة النهضة التونسية في لقاء خص به "البلاد" بمكتبه في العاصمة التونسية، عن نتائج الانتخابات الرئاسية بتونس وأمور كثيرة، وأكد أن النتائج الرئاسية ليست انقلابا على ثورة الياسمين كما يعتقد البعض من منظوره الخاص، وجاءت النتائج متوقعة، وتنصهر مع النسب والأرقام المسجلة في الانتخابات التشريعية، وأرجع السبب لكون ممارسة السلطة من قبل حركة النهضة شابتها إخفاقات، مردها الواقع المتأزم الذي كان عليه البلد بعد وقبل الثورة، والميراث الثقيل الذي تحملته الترويكا، حسبه، وهذه ضريبة تحملها المسؤولية في هذه المرحلة الصعبة من الحكم، هو محك كبير يترتب عنه في كثير من الأحيان الانقلاب على من مارس الحكم، استغله حزب النداء لزرع الأمل في قلوب المنتخبين والشعب التونسي. نعمل على الوفاق مع حكومة الصيد وسنكون طرفا مهما فيها كما أكد محاور "البلاد" أن توجه الحكومة القادم يحوم حول القطبين السياسيين البارزين في الساحة الحزبية في تونس وهما حزبي النداء والنهضة ويتطلب الوفاق في العمل الحكومي بين الحزبين، والنهضة مستعدة لتكون طرفا في الحكومة والحكم، وحتى إن استبعدت لن تستبعد نفسها من الإنجاز وستكون داخل الصورة حريصة على صناعة الإنجاز، وأن تكون ذات رأي ومؤيدة للبرامج والمشاريع التي تتفق وخيارات الحزب لتوجيه تونس للطريق الصحيح، ونرغب في التعامل مع نداء تونس لو عرض عليها الأمر، والتفاوض قائم بين الطرفين حول الصورة التي ستكون عليها الحكومة الجديدة في تونس والبرامج وأهدافها، وما هو القاسم المشترك الذي يربط بين الوزراء الذين سيشاركون فيها. وعن رأيه في تعيين حبيب الصيد رئيسا للحكومة رغم انتسابه للنظام السابق أن موقف الحركة واضح وصريح، وذلك لعدم رفضنا هؤلاء الذين عملوا في النظام السابق عموما، ولا يمكن استبعادهم من الحياة السياسية إذا لم يثبت أنهم لم تلطخ أياديه بدماء التونسيين والاعتداء على الناس وممتلكاتهم، كما أن المشهد السياسي لا يصنع بالأشخاص بل الخيارات، ورئيس الحكومة لن يأتي ببرنامج النظام السابق، ولن يرجع بنا لنظام الحكم الواحد، والديكتاتورية وتكميم الأفواه وحبسهم المخيف ليس الشخص بل البرامج، كما أن أغلبية النظام السابق داخل البرلمان وهذا من صميم العمل الديمقراطي ولا يمكننا إنهاء دور المجتمع المدني في تونس ولن تعطل الأحزاب عن خدمة الوطن. خروج الجبالي من الحزب مؤسف ونسعى للعدول عن قراره وأضاف أن التقارب بين السبسي والغنوشي واقع سياسي يفرض نفسه، وعن حزب الباجي قال هو طرف محترم ولا بد من التعامل معه كبقية الأحزاب الأخرى بالقبول والرد على أساس البرامج، وتحكم هذه العلاقة المصلحة المشتركة التي سنحققها للوطن، ونحن لم نشيطن نداء تونس، ولا مع الذين سيرتمون في أحضانه رميا أعمى، تحقيق الوفاق شكل ضروري وأساسي مطلوب في هذا الوقت، ونتائجه لحد الساعة مقبولة لأن حركة النهضة لم تتنازل عن مبادئها ونداء لم يظهر منه الاستحواذ على النهضة. وذكر أن العلاقة متواصلة مع حمادي الجبالي للعدول عن الانسحاب من الحركة والعودة لها، لأنه من المؤسف أن يخرج من الحزب، والمشاورات دائمة معه للرجوع عن هذا القرار، ونعمل على إقناعه بالمضي على هذا القرار، والعودة لحظيرة الحركة، لأن له انعكاسات كبيرة، ما يثير عديد التساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية، والحركة لها مجال مفتوح للخلاف الداخلي والقضايا والخلافات تحل على مستوى الحركة وفقا للحوار. لابد من فتح المجال لوجوه قيادية بالنهضة والابتعاد عن الشعارات ويرى المتحدث أن الحركة لا بد لها من نفس ووجود جديدة، وأن تهيئ الجيل المستقبلي لحمل المشعل، وأن تخلي السبيل وتفتح المجالات لقيادة جديدة، لإبراز طاقتها في العمل السياسي، وأن يتم تجديد ثلثي المجلس، وأن يمكن الشباب من تحمل الأعباء ومسؤولية الحزب، وأضاف أنه إذا كنا ننادي بالديمقراطية، فعلينا تجسيدها أولا في حزبنا، والإخوة القياديين الحاليين يتعللون في كثير من الأحيان بالظرف الدقيق والظروف في رأيي مواتية وملائمة لضرورة التغيير، في جميع المراتب القاعدية والقيادية على حد سواء. وننصح الحركات الإسلامية والسياسية بأن تخرج من الاقتصار على الشعارات، لأن المرحلة مرحلة محتويات، وإلزامية النزول للواقع لتغييره وإنهاء الجوع والجهل والبطالة وغيرها، واستمداده تحويل الشعار إلى واقع. الواقع الليبي صعب ومبادرة الجزائر صادقة ونابعة من خبرتها في التصدي للإرهاب أما في الشأن الليبي، فقد عبر الشيخ عن أسفه الكبير للواقع الصعب والمعقد ووصوله لاستعمال السلاح، ويرى أن حلحلة القضية يعود للسلامة في القرار ورجاحة العقل، والنهضة لا تتدخل في الوضع الليبي، ومستعدون لإسعافه بالرأي إذا طلبوا منا ذلك، الوساطة تطلب، ومبادرة الجزائر هي الحل ونحن معها لإنهاء الأزمة والحرب لأن المبادرة الجزائرية نابعة من خبرتها الواسعة في التصدي للإرهاب، وصادقة لأن التوترات تدق ناقوس الخطر لدول الجوار في ظل تواجد الأرضية الخصبة والملائمة، والإمكانات وتوفر السلاح مما يزيد من تنامي الأخطار والتهديدات الأمنية وانتشار الجماعات المتطرفة بالمنطقة التي تهدد الجميع دون استثناء، نرجو أن تنجح الدعوة لسماع رأي العقل، لأن القرار الموجود نابع من خارج الأراضي الليبية والالتفاف وراء الحدود للاستقواء من خلالها. وعن الوضع الأمني بتونس في ظل الجمهورية الثانية، خاصة أن القيادات في داعش ينحدرون من تونس، قال إن الوضع مستقر مشوب بحذر، وهم فشلوا في تنفيذ مخططاتهم في تونس أو الجزائر، ومما يؤكد ضعفهم الذريع الاعتداء على رجل أمن، ونخشى من خصوبة التسيير وتوجيه العمل العشوائي المجنون لقرب المسافات وتواجدهم بمنطقة التوتر الحالية، لأن الدواعش لا يخضعون لأي سيطرة إنسانية أو أخلاقية أو إسلامية، وهم بذلك يعتدون على الدين ويشوهون صورته السمحاء. النهضة ليست حركة إخوانية كما يعتقد الكثير في الأخير، عاود مورو التطرق للشأن الداخلي للحركة التي نفى عنها صفة "الإخوانية"، حيث قال "النهضة ليس لها انتماء للإخوان المسلمين لا من قريب ولا بعيد، والإخوان كيان خارج على وطننا، ونحن لسنا حركة إخوانية كما ينسب إلينا أبدا بل نحن حركة وطنية تونسية علاقتها بالواقع ثابتة ومتطورة بفكرها، وأوضح ربما نلتقي مع حركات إسلامية أخرى، في بعض القواسم لكننا نختلف عنها في قواسم كثيرة أخرى، والدليل على ذلك أننا تصرفنا مع الواقع السياسي، كان خلاف تصرف غيرنا مع الواقع، بما يؤكد خصوصيتنا واستقلاليتنا في قراراتنا، ويقصد بذلك الإخوان في مصر ومصيرهم المجهول، وفي ليبيا واليمن ولو كنا منتمين لهم كجسم واحد لكن وقعنا جميعا في المطب نفس، ونحن حركة مستقلة نكابد الواقع، ونعايشه ونتصرف من خلاله، من أجل سلم تونس ورسم الوئام بين شعبها ووحدتها، بما يوفر كرامة أفرادها.