الفنان الراحل اكتشف العديد من المواهب منها إيدير وآيت منڤلات تستعد قرية "بو مسعود" الواقعة بمرتفعات جبال جرجرة في تيزى وزو، لإحياء الذكرى الثالثة لرحيل ابنها وعميد الأغنية القبائلية والجزائرية الفنان شريف خدام. وبهذه المناسبة ستحتضن القرية تظاهرة ثقافية كبير من خلال تنظيم برنامج ثري ومتنوع بمبادرة من الحركة الجمعوية التي ستنظم جملة من النشاطات تتمثل في إقامة معرض متنوع لمختلف الصور والمقالات الصحفية التي تتناول حياة ومسيرة الفنان، والحوارات التي أجراها خلال حياته. كما سيتم وضع باقة من الزهور على قبره الفنان الراحل الذي وافته المنية في ال 25 جانفي 2012 إثر صراع طويل مع المرض. وستشهد عدة مؤسسات ثقافية تنظم تظاهرات متنوعة كدار الثقافة "مولود معمري" التي ستنظم وقفة تكريمية من أجل الوقوف عند الإنجازات العظيمة لشريف خدام التي أثرت سجل الموسيقى الجزائرية؛ فالفنان غنى عن الغربة والحب والوطن، وهو صاحب رائعة "الجزائر إن شاء الله"، كما غنى "ليس نثمورثيو" أو "بنت بلادي" التي ألفها سنة 1955، بعدما تعلم المبادئ الأولى للموسيقى على يد الموسيقار محمد الجاموسي، تفرغه بعد ذلك لتقديم برامج تختص بالتراث الموسيقي الجزائري. ولم يكن ابن قرية "بومسعود" يعرف شيئا عن الموسيقى ولم يخطر بباله يوما أنه سيلج هذا العالم الفسيح، خاصة بعد تكوينه الديني ومروره عبر المدرسة القرآنية في طفولته ثم زاوية "بو جليل" التي كانت تؤهله ليكون إماما، لكنه اكتشف ميوله للفن والموسيقى على "أرض الجن والملائكة". ودخل عالم الموسيقى بالمقاهي الباريسية، ليؤلف أول أغنية له بعنوان "ليس نثمورثيو". وبعد استرجاع الاستقلال مباشرة؛ عاد شريف خدام مباشرة إلى الجزائر، وأشرف على برنامج بالقناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية. ويعد المطرب أول من جدد في الموسيقى الأمازيغية من خلال الجمع بين التراث والحداثة بإدخال الآلات الموسيقية الحديثة على الأغنية القبائلية، ورغم أن قدومه إلى عالم الفن والموسيقى كان صدفة إلا أنه تمكن من ترك بصماته على سجل عمالقة الموسيقى. وأعطى خمسين سنة من حياته لتطوير الأغنية القبائلية التي نقلها من طابعها الفلكلوري إلى الطابع العالمي بإدخال الأوركسترا والمجموعة الصوتية في الأغاني التي يؤديها. من ناحية أخرى، ترك شريف خدام وراءه رصيدا كبيرا من الأغاني التي لا تزال راسخة، وأعاد غناءها عدد كبير من المطربين؛ حيث غنى عن الحب والغربة، كما عرف الفقيد بأغانيه الوطنية أبرزها أغنية بعنوان "الجزاير إن شا الله أتسحلوظ" ومعناها "يا جزائر إن شاء الله ستشفى". واستطاع الراحل أن يكتشف عددا من المواهب التي ذاع صيتها في مجال الأغنية القبائلية، كما هو الحال بالنسبة للمطربين إيدير وآيت منقلات، اللذين حققا نجومية كبيرة في الجزائر وفي فرنسا والمغرب أيضا.