بدأت أولى بوادر أزمة الوقود التي تعرفها العديد من المدن الداخلية الجزائرية، تزحف على كبريات المدن الشمالية للبلاد، وفي مقدمتها العاصمة التي بدأت تلوح فيها أزمة وقود حادة بعدما أصبحت الطوابير تزين محطات التزود بالوقود. وتعيش معظم محطات نفطال على مستوى العاصمة على وقع الطوابير بفعل الإقدام الكبير لأصحاب المركبات على التزود بالوقود، خاصة بمادة المازوت، وهذا في ظل تضارب الأخبار حول اقتراب نفاذ مخزون المازوت على مستوى العديد من المحطات، بسبب التقلبات الجوية التي حالت دون وصول الإمداد، خاصة في حالة استمرار توقف وحدات الإنتاج بمصفاة مركب سكيكدة وكذلك بعد أن منعت الأحول الجوية العاصفة على طول الشريط الساحلي البواخر المحملة بالمازوت الذي تستورد الجزائر معظمه لسد العجز. فبعد الأزمة الحادة التي تسببت فيها ندرة مادة المازوت على مستوى العديد من الولايات الداخلية على غرار برج بوعريريج والبويرة والأغواط والمسيلة وحتى عاصمة النفط الجزائري ولاية ورقلة وصلتها أزمة الوقود هي الأخرى، حيث كشفت آخر التقارير عن تسجيل عشرات الطوابير بمختلف بلديات ورلة، إلى درجة عودة ظاهرة البيع بالدلاء، التي تسببت هي الأخرى في المضاربة بعدما تمكن عشرات الأطفال والشباب من تحويل كميات معتبرة من المازوت إلى السوق السوداء. إلى ذلك، أكدت تقارير مسؤولة من مؤسسة نفطال بالعاصمة، أن المخزون الحالي لمادة المازوت عبر محطات العاصمة مهدد بالنفاذ خلال الأيام القليلة المقبلة، وبات لا يلبي الاحتياجات في ظل تزايد نسبة الطلب عليه من قبل أصحاب المركبات الثقيلة خاصة، في وقت باتت فيه مسألة تفادي أزمة وقود حادة مرتبطة بتحسن الأحوال الجوية من أجل تمكين صهاريج نقل الوقود من التنقل، إضافة إلى عودة النشاط لميناءي سكيكدة وأرزيو بعدما حالت التيارات القوية وموجات مد السفن المحملة بالوقود من دخولها إلى المرفأ.