تعيش الولايات الداخلية على وقع أزمة حادة في مادة "المازوت" تسببت في طوابير طويلة على طول الطرق المؤدية لمحطات الوقود بسبب تعرض المخزون الوطني للاستنزاف على وقع توقف وحدات الإنتاج بمصفاة مركب سكيكدة، وكذلك بعد أن منعت الأحوال الجوية العاصفة على طول الشريط الساحلي البواخر المحملة بالمازوت الذي تستورد الجزائر معظمه لسد العجز وتسببت أزمة المازوت التي مست ولايات، على غرار برج بوعريرج، المسيلة، الأغواط والبويرة في تذمر أصحاب المركبات والشاحنات، حيث عبر بعضهم عن سخطهم من مؤسسة نفطال، متسائلين كيف يمكن أن يحدث هذا "في بلد بترولي"، وقال آخرون "في الوقت الذي نعيش فيه أزمة قارورات الغاز وأصبحنا نبحث عنها في كل جهة تصادمنا بندرة الوقود بالمحطات، فأين المفر يا ترى". وقالت وكالة رويترز الدولية نقلا عن مصادر تجارية "أن الأحوال الجوية السيئة التي تسببت في إغلاق ميناءي سكيكدة وأرزيو أمام السفن من المتوقع أن تستمر حتى يوم الخميس على الأقل وذلك استنادا إلى نشرات المناخ، حيث تقبع أربع سفن محملة بالوقود خارج ميناء أرزيو بعد أن منعت التيارات القوية وموجات المد من ولوج البواخر إلى المرفأ. الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 16.3 مليون طن سنويا الذي أغلق تقريبا منذ سبعة أيام بسبب عواصف بحرية. وأضافت الوكالة أن سفينة تمكنت من دخول الميناء هذا الأسبوع لتسليم وقود لعمليات التكرير. للإشارة، تستورد الجزائر من 2 إلى 3 مليون لتر من المازوت الذي يسمى أيضا "غاز البترول" سنويا لسد العجز في هذه المادة الحيوية وكان من المقرر أن تكتفي ذاتيا في إنتاجها، غير أن تأخر برامج صيانة المصافي زاد من الضغط الداخلي لتلبية الحاجيات، إضافة إلى نزيف التهريب الذي عرف مستوى قياسيا السنة الماضية أدى إلى تضاعف الواردات السلطات إلى برمجة إقامة 5 مصاف جديدة بقدرة 30 مليون طن وتوسيع قدرات إنتاج المصافي الست العاملة حاليا، لترتفع من 27 مليون طن إلى 60 مليون طن. لكن عملية صيانة وتأهيل وعصرنة مصفاة سكيكدة التي تعتبر من أهم مصانع تكرير البترول في الجزائر التي تكفلت بها المجموعة الكورية الجنوبية "سامسونغ"، تأخرت بعد سلسلة الحوادث التي عرفتها في جانفي وفيفري و2013 بالخصوص بداية هذه السنة.